السبت، 27 سبتمبر 2014

حدث ويحـدث في مصر!




يُحكى أن مستشارا دخل على رئيسه فوجده مستغرقا في التفكير، فسأله عما يهمه، فقال: أريد أن أفرض ضريبة على بنجر السكر بقيمة 10% لزيادة الدخل، وأفكر كيف سيتقبل الناس هذا القرار؟.
قال المستشار: دع الأمر لي يا مولاي
*******
جمع المستشار أعوانه، وطلب منهم أن يبثوا في الأسواق إشاعات بأن الحاكم ينوي فرض ضريبة بمقدار 50% على البنجر واللحم والتمر والقمح والشعير.. فضج الناس، وأخذوا ينتقدون الأمر علنا وبدءوا يعبّرون عن سخطهم وعدم رضاهم.. وكان الأعوان ينقلون ما يحدث في الأسواق وما يقوله العامة للمستشار أولا بأول.
وفي الأسبوع الثاني طلب المستشار من أعوانه بث إشاعة تؤكد الإشاعة الأولى، وأضاف عليها أن بعض المستشارين هم من أشاروا على الحاكم بهذا الأمر، وأن القرار سيصدر قريبا جدا.
أخذ الناس يقلبون الأمر، ويقولون: الضريبة مرتفعة جدا، ومن الظلم أن ندفعها على جميع هذه الأصناف، لو كانت 10 أو حتى 15%، أو لو كانت على صنف واحد لهان الأمر
عندها ذهب المستشار إلى الحاكم وقال: مولاي، الآن أصدر الأمر بفرض الضريبة.. ودعني أعد صياغة القرار
كتب المستشار: تلبية لرغبات شعبنا الكريم، ونزولا عند رأيهم، فقد قررنا عدم الإنصات لمستشاري السوء الذين سعوا إلى إثقال كاهل المواطنين بالضرائب الكثيرة، واكتفينا بفرض ضريبة بسيطة بمقدار 12% على مادة البنجر فقط
تنفس الناس الصعداء وضجوا بالثناء والدعاء للحاكم الحكيم الذي يراعي شعبه، ولا يثقل كاهلهم بالضرائب الفاحشة!!.
*******
هذا ما حدث في قديم الزمان.. ومازال يحدث

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصَّفير







هناك كلمات تقرأها، تعجب بها.. لكن بمرور الوقت يطويها النسيان ولا تتذكرها أو تتذكر قائلها.
وهناك كلمات تقرأها فتحفر في عقلك، وتشعر كأنها تتحدث عنك.
من بين هذه الكلمات ما قرأت لجبران خليل جبران.. منذ طفولتي أتذكر هذه الحروف ولولا أني قرأتها لكنت أنا قائلها.
ما رأيكم لو قرأتم معي بعضا من هذه الكلمات، فلربما أعجبتكم مثلما فعلت معي.
يقول جبران خليل جبران:
** لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت.
 ** لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت.
 ** إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول.. النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها..
 ** النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك، النصف هو أن تصل وأن لاتصل، أن تعمل وأن لا تعمل، أن تغيب وأن تحضر..
** النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت. النصف هو أن لا تعرف من أنت .. ومن تحب ليس نصفك الآخر.. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه!!..
نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة..
 النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان. أنت إنسان.. وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة!!
          
** ما اجهل الناس الذين يتوهّمون ان المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة.
ان المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي وان لم يتم هذا التفاهم الروحي بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل.

** ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره لك، لذلك اذا أردت أن تعرفه فلا تصغ الى ما يقوله بل الى ما لا يقوله.
** ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا، وترى الفاتح المذل رحيما ً، ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة،  ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع.
ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، و فنها فن الترقيع والتقليد. ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصَّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل و التزمير. ويلُ لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، ورجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة.
** إذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء ولا تسمع غير ما يُعلنُ عنه الصوت، فأنت في الحق لا تبصر ولا تسمع.
***
ما رأيكم؟ وما الذي أعجبكم مما قاله جبران خليل جبران؟

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

هل أنت إنسان ناجح؟

حكمة من أصحاب الرؤى الكوميدية.. لكنها حقيقة





نعم، أسألك أنت.. هل أنت إنسان ناجح؟.. في عملك.. مع أسرتك.. بين أصدقائك.. وفي مجتمعك عموما.. هل تشعر أنك تحقق كل ما تريد وبالتالي أنت إنسان ناجح؟ وما العلاقة بين الإنجاز والنجاح؟ لا يوجد نصف نجاح ولا معنى لأن تكون ناجحا في مجال بينما قد فشلت في آخر.
قبل أن أسألك، حاولت الإجابة على السؤال بإسقاطه على تجربتي في الحياة لكني فشلت في الوصول إلى نتيجة!!، فالأسس التي وضعتها وحاولت من خلال تطبيقها معرفة مقدار ما حققته من نجاح جعلتني أشعر بالقسوة وعدم الرضا النفسي، لذلك لجأت مرة أخرى إلى القراءة لعلي أجد ما يريحني نفسيا على الأقل.. وهاكم ما توصلت إليه..
التفاؤل والتفكير الايجابي هما من أهم جذور النجاح.. كل ما تفكر فيه يتسع ويكبر في الاتجاه ذاته، فلو فكرت أنك إنسان ناجح ستكون كذلك.. أما إذا أصابك شعور بالفشل فلن ترقى أبدا سُلم النجاح.
العقل البشري لا يفكر إلا في اتجاه واحد، ولا يسعه تعديد المجالات، فإذا فكرت بشكل سلبي ستظل في الاتجاه السلبي وإذا كان تفكيرك إيجابيا فسينمو في هذا الاتجاه أيضا.. كل تفكير سلبي يبدأ فيه الانسان فإنه يتسع وينتشر بنفس الاتجاه ويظل في الاتجاه نفسه من حيث كونه إيجابيا أو سلبيا.
لذلك عليك دائما أن تتذكر الذكريات السلبية بشكل إيجابي فهي خبرات تكونت لديك ولو عادت تلك المواقف السلبية فسوف تتصرف فيها بشكل سليم، ولن يكون لك ذلك لو لم تمر بهذه المواقف الأليمة..
لقد كان الدكتور إبراهيم الفقي يردد دائما في محاضراته كيف كان رد "توماس أديسون" عندما سأله أحد الصحفيين: (ألا تعترف بفشلك في اختراع مصباح كهربي بعد 9999 محاولة فاشلة؟)، فكان جواب أديسون: (خطأ يا صديقي.. فقد اكتشفت 9999 طريقة لا توصلني للحل السليم!). 
ويذكر الدكتور ابراهيم كيف كتب في مقدمة إحدى كتبه "شكرا لكل من قالوا لي لا".. ويردد.. إن رأيك السلبي في ليس إلا وجهة نظرك وما رأيته أنت، ولا يشترط أن يعبر عن الحقيقة.. فالحقيقة هي أنه ما من إنسان عاجز عن النجاح.. وما من إنسان سلبي.. فالإنسان مخلوق به مقومات النجاح.
يقول الدكتور ويليام جيمس (أبو علم النفس الحديث) : "إذا انتظرت التقدير ستقابل بالإحباط التام".. ويقول خبراء علم النفس: "ضعف التقدير الذاتي هو سبب كل مشاكل الادمان في العالم".
إن شعور الانسان بالدونية هو من أشد ما يجعله غير متزن نفسيا.. على الانسان أن يقدر نفسه بنفسه وأن يعلم أن الله تعالى جعله أشد المخلوقات وأقدرها على الانجاز.. فلا يوجد أي إنسان سلبي وكل الناس قادرة على النجاح لكن انتظار التقدير من الناس لا طائل من ورائه لأنك تجري بذلك وراء سراب لن تدركه أبدا.
أيضا يجب أن تحدد هدفك بشكل جيد، لا يمكن أن تصل إلى النجاح وأنت مشتت لا تعرف أي طريق تسلك وإلى أين تمضي.
إذا مارست عملا لا تحبه فلا يمكن بالطبع أن تحدد فيه هدفا تريد أن تصل إليه، وبالتالي كيف تطلب النجاح ما دمت محبطا.. أما إذا لم تجد العمل الذي تحبه فعلى الأقل حاول أن تطبق الحكمة القائلة (حب ما تعمل، تعمل ما تحب) إن حُب العمل يجعلك أكثر اتزانا من الناحية النفسية.
ولا يكون الانسان متزنا نفسيا عندما تكون حياته مهددة، فعند الخطر يكون الانسان في حالة غير متزنة لا تمكنه من التفكير السليم.. وإذا مارست عملا لا تحبه ستظل محبطا أما إذا أجبرت نفسك على حبه فعندها فقط ستبدأ أولى خطواتك في التغيير من السلبي إلى الإيجابي، وهذا التغيير هو الذي سيقودك حتما إلى النجاح.
والتغيير الذي نقصده هو تغيير الوضع والحالة التي يكون عليها الانسان وقت التفكير في المشكلة.. يقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، إن مجرد البدء بالتغيير لهو أول خطوة من خطوات حل المشاكل فهو يساعد الانسان على الانفصال النفسي عن مشكلته أثناء التفكير فيها وهو ما يمكنه من وضع حلول أكثر عقلانية بعيدة عن العواطف والنزوات، وهو أيضا يستلزم تغيير المجالات وتعديدها في التفكير فمن يحصر نفسه حصرا في مجال واحد لا يطيق الاخفاق فيه سيفقد كل شيء في أول صدمة له بهذا المجال.
ويشير د. إبراهيم الفقي إلى أن النجاح يعتمد 93% منه على المهارات الشخصية؛ وهي ما يتضمن الأخلاق وأسلوب التعامل مع المجتمع والأخلاق؛  في حين أن 7% فقط من النجاح يعتمد على المهارات المهنية.
ويعد المعيار الأساسي في تقييم الشخص هو مدى جودة أسلوبه في التعامل مع المجتمع والتزامه بالقيم الأخلاقية ذلك ان العمل الجماعي الناجح يتأسس على مجموعات مترابطة تملك من ادوات التواصل الشيء الكثير وهو مالا يمكن توافره إلا بين أفراد يلتزمون بالأخلاق وفي حُسن إدارة علاقتهم بالآخرين.
إن نجاح علاقتك مع الآخرين أمر هام تحتاجه لتكون متزنا فمن المهم أن تشعر بأنك محبوبا من الناس والمجتمع الكبير وكذلك مجتمعك الصغير الذي تشكله أسرتك.. وقبل كل هذا تحتاج إلى حب الله تعالى..
إن البعد عن الله تعالى يضيع معنى الحياة بعمومها  فلا يعلم البعيد عن الله تعالى ما قيمة حياته على الإجمال أو ما يجعله يدخل في مثل هذه الدوامة.. إن العلاقة بالله تعالى هي أول جذور النجاح وهي من أقوى الأسباب المانحة للدافعية والقوة والطاقة.. لذلك كن مع الله يكن الله معك دائما ووقتها ستدرك معنى كلمة النجاح.
.. وما زلت الكتب مفتوحة أحاول أن استخلص منها أسسا جديدة تجعلني أجيب على السؤال الذي أوجهه لك أيضا (هل أنت إنسان ناجح؟).