الخميس، 23 يوليو 2009

قراءات عيد الميلاد


تعودت كل عام أن أحتفل في يوم مولدي بقراءة كتاب انتقيه ليضيف إلى رصيدي معلومات جديدة، هذا العام أحسست أني أرغب كسر القاعدة، شعرت أنه لا توجد لدي رغبة في قراءة جديدة لذلك رحت أفتش في دفاتري القديمة عن كلمات سبق وكتبتها أو قرأتها في السنين الماضية.

وأمام بعض هذه العبارات توقفت وأدركت أنها لم تزل تدغدغ عواطفي وتداعب خيالي ويمرح معها عقلي.. تيقنت وقتها أنني لم أكبر بعد وما زال أحساس الشباب يراودني عن نفسي فهل استجيب؟

عموما هذا ما أعدت قراءته وهذه الكلمات التي عزفت على أوتاري الداخلية ربما تدركون شيئا لم استطع بعد الوصول إليه.. المهم أن تقرؤوها بقلوبكم وليس بأعينكم.


الأولى..
لكي تكون ناجح في حياتك عليك أن تكون "الفاعل" وليس "المفعول به"...هناك أناس تعتبر نفسها دائما "المفعول به" طوال الوقت.. وأناس آخرين تعتبر نفسها "فاعل" مهما حصل..والنوع الثاني من الناس هم الذين ينجحون دائما في حياتهم.الشخص "المفعول به"هو الشخص الذي لا يذهب للعمل لأن السماء تمطر!! هو الشخص الذي يظن دائما أنه ضحية الظروف وأن من حوله وما حوله هم سبب شقائه وبؤسه..الشخص الفاعل...هو الشخص الذي يحضر مظلة ليذهب لعمله حين تمطر السماء.. هو الشخص الذي لا تتحكم فيه الظروف بل هو الذي يسخرها لصالحه وأن أي عقبة في طريقه هي مجرد تحد آخر له يجب أن يواجهه ليصل لهدفه.الحكمةيجب أن تؤمن دائما أن حياتك من صنعك أنت وليست من صنع الظروف التي حولك سخرها لمصلحتك دائما وأنظر إلى الحكمة منها وأن العقبات وُجدت في طريقك كي تواجهها وتتخطاها لا لتستسلم لها .. لأجل ذلك عليك أن تؤمن أن حياتك هذه أنت المسيطر عليها تماما ..وأنك أنت سبب نجاحك أو فشلك.


الثانية..
إن أحسست يوماً بأنك مرهق من تعب السنين وأن ابتسامتك تختفي خلف تجاعيد الأيام.. إن شعرت أن الدنيا أصبحت سجنا لأنفاسك وأن الساعات لا تعني إلا مزيداً من الآلام.. أرسم على وجهك ابتسامة من قهر واسكب من عينك دمـعـة مـن فرح...
إن طعنك صديق أو احتلك الضيق.. إن فقدت كل شيء وتحطم طموح على كف المستحيل افتح عينك للهواء ولا تهرب من نفسك في الظلام . تعلم فن التسامح و عش بمنطق الهدوء . .لا تجعل قلبك مستودعا للكره والحقد والحسد والظلام .
رغم كل ما فيك من أوجاع احمل في قلبك ريشة ترسم بها لوحة يتذكرك بها الآخرون ولا تجعل فيه رصاصة تغتال بها كل ما حولك . .

الثالثة..
يحكي أنه في قديم الزمان كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا".. وتشعر بالملل الشديد.... وذات يوم... وكحل لمشكلة الملل المستعصية... اقترح الإبداع.. لعبة.. وأسماها الأستغماية.. أحب الجميع الفكرة...وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ... أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ... وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء.... ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ... واحد... اثنين.... ثلاثة....وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء.. وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر.. وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة... وذهب الولع واختبأ... بين الغيوم.. ومضى الشوق الى باطن الأرض...الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة.. واستمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون.. خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها.... ماعدا الحب... كعادته.. لم يكن صاحب القرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي.. وهذا غير مفاجئ لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب.. تابع الجنون: خمسة وتسعون........ سبعة وتسعون.... وعندما وصل الجنون في تعداده إلى: مائة ،،،،،،قفز الحب وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها.. فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا": أنا آت إليكم.... أنا آت إليكم.... كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه.. ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر.... وبعدها.. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس ... !!وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض... وجدهم الجنون جميعا".. واحدا بعد الآخر.... ماعدا الحب...كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب...إلى أن اقترب منه الحسد وهمس في أذنه: الحب مختف في شجيرة الورد... التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ،،،،،، ليخرج منها الحب ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب... ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه.... صاح الجنون نادما": يا الهي ماذا فعلت؟.. ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟... أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي... كن دليلي ... ومنذ ذلك الحين....يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون!
وختاما..
يا رب .. كثرت علينا نعمك .. وغمرتني حتى كأنني أفضل الناس أجمعين .. ليس لي أن أحمدك إلا كما علمتني .. أن الحمد لله .. رب العالمين.

الأربعاء، 22 يوليو 2009

الفقر المصري.. والعربي!

يحكى أن مصر كانت سلة غذاء العالم، يجوع العالم ولا يجد من يسد رمقه وينقذه من جوعه إلا مصر، منذ أيام سيدنا يوسف بل والمؤكد من قبله، وظلت كذلك حتى العصر الحديث، منذ سنوات قليلة في عمر الزمن كثيرة من عمر المصريين.

ما زلت أذكر حكاوى المحمل الذي كانت ترسله مصر سنويا إلى بلاد الحجاز وكيف كان سكان الجزيرة العربية ينتظرونه من عام إلى عام.

تدريجيا تحولت مصر وصارت تمد يدها وتتسول غذائها!!، سياسات غبية حمقاء حولت المصريين من شعب منتج يكتفي ذاتيا ويطعم الآخرين إلى شعب ينام نصفه وبطنه خاوية.

تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2009، والذي صدر منذ أيام قليلة، أفاد بأن معدلات الفقر في مصر تبلغ 41% من إجمالي عدد السكان!، وأن معدلات الفقر العام تتراوح بين "28.6% و30% في لبنان وسوريا في حدها الأدنى ونحو 59.9 % في حدها الأعلى في اليمن، وبذلك تأتي مصر كصاحبة أكبر معدلات الفقر العام بعد اليمن!.
وأضاف التقرير "استنادا إلى عينة تمثل 65% من إجمالي السكان العرب فإن من المعقول التكهن بأن النسبة الكلية لمعدلات الفقر في مستوى الخط الأعلى في حدود 39.9%، وبموجب هذا المقياس هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر.
ولاحظ التقرير، الذي أعده نحو مائة من المفكّرين والباحثين العرب بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، انتشار نسبة الفقر والجوع «اللذين يمتدّان على الرغم من وفرة الموارد المالية في المنطقة العربية ككلّ».
ووفقا لما ورد بالتقرير فإنّ واحدًا من كل خمسة أشخاص في المنطقة العربية يعيش تحت خط الفقر المعترف به دولياً، المتمثّل بدولارين في اليوم، بينما نسبة الذين يعيشون على أكثر من ذلك بقليل ولا يستطيعون تحمّل تكاليف الحاجات الأساسية، يفوقون هذه النسبة بأشواط.

وذكر أنّ حوالي خمسي سكّان المنطقة العربية يعيشون في ظلّ الفقر، وأن قطاعاتٌ واسعة من سكّان بلدان الدخل المنخفض تواجه حرمانًا كبيراً من أبسط الحاجات مثل عدم الحصول كفايةً على المياه الصالحة للشرب وازدياد حالات نقص الوزن بين الأطفال.

وأوضح التقرير أن عدد الأشخاص الذين يعانون قصور التغذية في المنطقة ازداد من حوالي 19,8 مليون في فترة 1990-1992 إلى 25,5 مليون في فترة 2002-2004.

وقال التقرير، الذي يعتبر المجلد الخامس من سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية التي يرعاها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن البطالة تعد من "المصادر الرئيسية لانعدام الأمن الاقتصادي في معظم البلدان العربية وحسب بيانات منظمة العمل العربية (2008) كان المعدل الإجمالي لنسبة البطالة في البلدان العربية 14.4% من القوى العاملة في العام 2005 مقارنة ب 6.3 % على الصعيد العالمي.
وبالنسبة إلى البلدان العربية ككل (وباستخدام عدد العاطلين عن العمل في العام 2005) وصل المعدل المثقل لنمو البطالة إلى نحو 1.8 %".

وحسب التقرير فإن معدلات البطالة المحلية تتفاوت بدرجة ملموسة بين بلد وآخر "إذ تتراوح بين 2 % في قطر والكويت ونحو 22 %، في موريتانيا غير أن البطالة في أوساط الشباب تمثل في كل الأحوال تحديا جديا مشتركا في العديد من البلدان العربية."

وأوضح التقرير أن اتجاهات البطالة ومعدلات نمو السكان تشير "إلى أن البلدان العربية ستحتاج بحلول العام 2020 إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة، فمن أين سيتم توفيرها؟.

وتحدث التقرير عن مواطن الضعف الاقتصادي العربي حيث "تشكل الدرجة العالية من التقلب في نمو الاقتصاد العربي دليلا واضحا على ضعف هذا الاقتصاد، وذكر أن الأمن الاقتصادي في المنطقة العربية المرتبط بتقلبات أسواق النفط العالمية كان ولا يزال رهينة تيارات خارجية المنشأ."

وأشار التقرير إلى أن "الذي يهدد امن الإنسان العربي يتجاوز مسألة النزاعات المسلحة ليشمل قضايا أخرى أساسية منها التدهور في البيئة والوضع الهش لعدد كبير من الفئات الاجتماعية والتقلب الاقتصادي الناتج عن الاعتماد المفرط على النفط والأنظمة الصحية الضعيفة وعدم خضوع الأجهزة الأمنية للمساءلة".. وما زال للحديث بقية.

الأربعاء، 8 يوليو 2009

مروة الشربيني


المصرية مروة الشربيني التي قتلها متطرف ألماني طعنا داخل قاعة إحدى المحاكم بمدينة دريسدن الألمانية الخميس 2 يوليو 2009، أفسدت الصورة الذهنية التي حاول باراك أوباما رسمها في عقول المسلمين بعد خطابه الشهير بجامعة القاهرة في مصر.

قتل مروة أكد أن العداء للمسلمين مستمر، حتى وإن كان بصورة فردية، وأن مجرد التزام المسلم بقواعد دينه (مثل حجاب مروة) يثير التعصب ضدها، وكذلك فإن وصف جميع المسلمين بالإرهابيين ما زال مستمرا بدليل أن الإعلام الغربي لم يهتم بالحادثة وإن كان العكس هو الذي حدث لقامت قيامة الغرب على المسلمين وقرأنا وقتها نعتنا كلنا بالإرهابيين.. كلام أوباما إذن عن حوار وتعامل ومصالح مشتركة وكسر الصور النمطية ذهب أدراج الرياح بفعل متطرف واحد.

لم يستغرق الجاني أقل من دقيقة لينفذ جريمته، فقد أجهز خلال تلك المدة بثمانية عشر طعنة بالسكين على مروة البالغة 32 عاما من العمر، قتلها وهي حامل بالشهر الثالث، وأصاب ابنها مصطفى (دون الرابعة من العمر) بجروح، كما أصاب زوجها بجراح خطيرة، إضافة إلى إصابته في ساقه نتيجة رصاصة طائشة من جانب رجال الشرطة.

كيف دخل هذا المجرم إلى قاعة المحكمة بسكين بين طيات ملابسه، وكيف تركه القضاة طوال هذه المدة وهو يطعن الضحية، هل تتخيلوا معي هذا الحادث وهؤلاء القضاة الذين يسعون لتحقيق العدل وهم جالسون على منصة القضاء ويرون الضحية تذبح ولا يحرك لهم هذا المشهد المرعب ساكنا!، والشرطي رجل الأمن والنظام يراقب المشهد أيضا ولا يتأثر، وعندما يحاول الزوج الذود عن رفيقة عمره، وقتها يصحو الشرطي ويطلق على الزوج الرصاص بدلا من أن يوجهه إلى صدر الجاني!.. إنها قمة المأساة التي تعامل معها الغرب ببرود شديد ومثلهم كان المسئولين العرب الذين صاروا مومياوات على كراسي الحكم.

وتعود بداية القصة إلى خريف 2008، حينما بدأت وقائعها في ملعب للأطفال بمدينة درسدن شرق ألمانيا، وكان الرجل يسلّي طفلة من أقاربه بأرجوحة للأطفال، ورأت مروة أن الطفلة الصغيرة في مثل عمر ابنها مصطفى، فسألت الرجل أن يجلسا معا في الأرجوحة بعد أن طال مقام الطفلة فيها، ربما كانت تلك صورة من صور التواصل والاندماج الذي لا يغيب الحديث عنه بشأن المسلمين في ألمانيا.

ولكن بدلا من أن تتلقى جوابا بالقبول أو الاعتذار، بدأ الرجل يكيل لها الشتائم، وصدر بحقه لهذا السبب حكم سابق بغرامة مالية بقيمة 780 يورو بسبب الاهانات، وبعد ذلك انتقلت القضية إلى محكمة الاستئناف بناء على طلب الجاني لأنه غير قادر على دفع غرامة ما..

المحكمة ذكرت في حيثيات هذا الحكم الذي أصدرته في نوفمبر الماضي أنها تأكدت من وصف المتهم للمدعية بـ"الإرهابية المسلمة" و"العاهرة" لمجرد أنها طلبت منه إتاحة الفرصة لطفلها للعب بأرجوحة في حديقة الأطفال العامة بدريسدن.

كانت مروة وزوجها يعيشان مع طفلهما في درسدن اعتمادا على منحة دراسية، إذ كان الزوج يحضر لرسالة الدكتوراه في علم الأحياء الجزيئي للخلايا في معهد ماكس بلانك المرموق عالميا، وكانت مروة تعمل في إحدى الصيدليات.

القاتل آلكسي وإن لم يعرف عنه أي انتماء إلى منظمة متطرفة، هو شبه أجنبي في ألمانيا واقعيا، فقد ولد في روسيا في عائلة من أصول ألمانية، وهاجر إلى ألمانيا عام 2003، ولم يحمل شهادة مدرسية، إذ لم يستطع إكمال دراسته، واشتغل عاملا دون كفاءات أو مهارات تذكر في أحد المخازن، وعاش في ألمانيا على المعونة الاجتماعية.

وذكرت صحيفة دريسدنر مورغن بوست أن الجاني أليكس دبليو فاجأ القضاة والحضور خلال نظر المحكمة دعواه، ووجه للصيدلية المصرية الحامل في الشهر الثالث 18 طعنة نافذة أدت إلى وفاتها على الفور أمام أعين ابنها البالغ ثلاثة أعوام.

وأضافت الصحيفة أن زوج الضحية -وهو مبعوث للحصول على درجة الدكتوراه في معهد ماكس بلانك للفيزياء بدريسدن- حاول حماية زوجته غير أن الجاني عاجله بثلاث طعنات شديدة في الكبد والرئة، مشيرة إلى أن الزوج الذي يرقد في حالة صحية حرجة تعرض أيضا لإصابة بالرصاص من شرطي بالمحكمة اعتقد أنه الجاني.


التفاصيل التي لم يذكرها الإعلام الغربي ذاته قد تكون أهم من الحدث نفسه وأهمها أن مروة كانت حاملا في شهرها الثالث وقتل طفلها معها وأن ابنها الصغير ذي الأربعة أعوام شاهدها أمام عينيه وهي تقتل وأنها طعنت 18 طعنة دون تدخل من القاضي ومن حوله وعندما تدخل زوجها طعنه القاتل وأطلقت الشرطة الألمانية النار على الزوج!.

ردود الفعل الألمانية اقتصرت على توجيه النيابة العامة في دريسدن إلى أليكس دبليو تهمة القتل العمد وقررت حبسه إلى حين انتهاء التحقيقات، ووصف كريستيان أفيناريوس المتحدث باسم الادعاء العام في دريسدن الجاني بأنه ألماني من الذين هاجروا إلى روسيا لفترة ثم عادوا وهو يعتبر متطرفا ومعاديا للأجانب.

أما رئيس اتحاد القضاة الألمان كريستوف فرانك فعبر في تصريح لشبكة "زد.دي.أف" عن استغرابه من عدم الوجود الأمني في قاعة المحكمة التي وقعت فيها حادثة القتل، وأشار إلي أن المطارات الألمانية تحظى بإجراءات أمنية مكثفة في الوقت الذي تندر فيه هذه الإجراءات داخل قاعات المحاكم.

وقد اعتبرت باحثة ألمانية بارزة أن العداء للإسلام هو الدافع الرئيسي وراء قيام متطرف ألماني بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، وقالت المسؤولية الإعلامية في نورنبرغ د. زابينا شيفر إن مظهر الراحلة الدال علي انتمائها الديني، وسب الجاني أليكس ووكر لها ونعته إياها بالإرهابية الإسلامية جعل مما حدث في دريسدن أول جريمة قتل ترتكب في ألمانيا بدافع من كراهية الإسلام.

ورأت أن دأب الإعلام الألماني طوال العقود الأخيرة على تقديم صور سلبية للإسلام جعلته مرادفا للعنف والتخلف والاضطهاد مما أسهم في تأجيج الكراهية المجتمعية لكل الرموز الإسلامية وفي مقدمتها الحجاب، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الألمانية مارست تعتيما متعمدا تجاه قتل مروة الشربيني وصنفته كجريمة ذات أبعاد عنصرية لصرف الأنظار عن الدافع الحقيقي.

وذكرت شيفر أن جريمة دريسدن كشفت أن النواة التي بذرها دعاة التحريض ضد الإسلام ومن يدعمونهم في الوسائل الإعلامية الألمانية الرئيسية قد أثمرت هذا الحصاد المرير، ورأت أن "الدعاية التحريضية المتواصلة منذ ثلاثين عاما بهدف غسل العقول قد أوصلت كراهية المسلمين في ألمانيا إلى مستوى جديد".

وأشارت الخبيرة الإعلامية الألمانية إلى أن قتل الصيدلانية المصرية أظهر أيضا أن الدعوات الحثيثة لحصر الجدل الدائر حول الإسلام والمسلمين في إطار موضوعي، لم تجد آذانا صاغية من المعنيين بهذا الأمر، ونبهت إلى أن استمرار السياسة الألمانية في التقليل من شأن مناخ العداء المتصاعد ضد الإسلام في البلاد، ومواصلة تعاملها معه كمظهر للتعبير عن حرية الرأي، سيؤدي إلى فقدان السيطرة على شرور مستطيرة ستتولد داخل المجتمع.

واستغربت المسئولة الإعلامية من عدم صدور كلمة إدانة واحدة من أي مسئول ألماني لجريمة القتل في محكمة دريسدن، وتوقعت أن يزيد هذا الحادث من مخاوف المسلمين في ألمانيا ويحولهم إلى أعضاء جدد في سلسلة تضم اليهود والسود الذين فرض عليهم الواقع الخوف على حياتهم.

كما طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش الحكومات المحلية في ثماني ولايات ألمانية بإلغاء قوانين صدرت قبل خمس سنوات، وحظرت بمقتضاها العمل بالحجاب في مدارسها ودوائرها الرسمية.
وانتقدت المنظمة الحقوقية العالمية في تقرير أصدرته في برلين قوانين حظر العمل بالحجاب المعمول بها في نصف الولايات الألمانية منذ العام 2003، ووصفتها بأنها تمثل تعديا صارخا على حقوق الإنسان وتمييزا صارخا ضد النساء المسلمات على أساس الجنس والدين.
وصدر تقرير المنظمة في 73 صفحة تحت عنوان (تمييز باسم الحياد)، واعتمد -كما ورد في مقدمته- على بحث ميداني مكثف استغرق ثمانية أشهر، وتحليل قوانين حظر العمل بالحجاب في الإدارات الحكومية الألمانية من منظور مبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.
وتضمن التقرير استطلاعا ميدانيا للرأي حول قوانين منع العمل بالحجاب شمل 72 شخصا من بينهم سياسيون وقانونيون وباحثون متخصصون وممثلو منظمات للمجتمع المدني إضافة إلى 34 من المسلمات اللائي تضررن من قوانين منع العمل بالحجاب داخل المؤسسات الرسمية.


وذكر تقرير المنظمة أن الهدف المعلن للقوانين المطبقة في ثماني ولايات ألمانية هو حظر ارتداء كل الرموز والملابس الدينية خلال العمل في المدارس والمؤسسات الحكومية، في حين تظهر تفسيراتها بوضوح أنها موجهة فقط ضد النساء المسلمات وتهدف إلى منع الحجاب دون سواه.
وأوضح التقرير أن هذه القوانين تحمل تمييزا خطيرا ضد النساء والإسلام، وتكره من ترتدي الحجاب على الاختيار بين الالتزام بمعتقداتها أو الاحتفاظ بوظيفتها.
وتطرق التقرير إلى تأثير قوانين حظر العمل بالحجاب على حياة الموظفات المسلمات، ونوه إلى إحداث هذه القوانين تغييرا جذريا في حياة المعلمات المسلمات بحيث باتت من تعمل بالتدريس منذ وقت طويل مهددة بفقد كل مزاياها الوظيفية إذا أصرت علي ارتداء الحجاب، وأشار إلى أن خريجات كليات المعلمات الحاصلات على تقديرات مرتفعة يفشلن في العمل بالمدارس الرسمية بسبب حجابهن.
ولفت إلى تغيير شريحة من المعلمات والموظفات المسلمات مهنتهن إلى أخرى، وانتقال بعضهن للإقامة في ولايات لم تصدر بعد حظرا على العمل بالحجاب في مؤسساتها، وتفضيل شريحة ثالثة الهجرة للعمل في الخارج رغم أنهن ألمانيات بالأصل وليس بالتجنس، وتخلي عدد محدود مرغمات عن ارتداء الحجاب أثناء العمل.

ولئن كانت جريمة قتل مروة الشربيني حادثة قائمة بذاتها من الناحية القانونية، فلا يمكن اعتبارها منفصلة عن الخلفية الاجتماعية والثقافية والإعلامية والسياسية المرتبطة بها بشأن وجود الإسلام والمسلمين في ألمانيا، وفي الغرب عموما، وعن آثار "حقبة الإرهاب الفكري والاجتماعي وحتى التشريعي" في نطاق ما سمي "الحرب ضد الإرهاب" وشمل الحروب الدموية الاستباقية المدمرة، والحملات السياسية والإعلامية المتواصلة، كما شمل ما يمكن وصفه بالإجراءات الاستباقية على صعيد تشريع القوانين الاستثنائية -كما توصف- وجميعها يدور حول محور متابعة المسلمين ومحاصرة مظاهر التزامهم بالإسلام، وأخذ كثير منهم بالشبهة.. وجميع ذلك باسم مكافحة الإرهاب، حتى أصبحت مكافحته بحد ذاتها ممارسات إرهابية

والذي حدث يتجاوز في وقائعه حادثة الجريمة الجنائية إلى اعتداء على معتقدات أمه بأكملها وعلى الأمة بكافة تنظيماتها وحركاتها الإسلامية مجابهة الحكومة الألمانية فالجريمة عنصرية صليبية بامتياز شارك فيها رجل امن في محكمة ألمانية تطبق القوانين الألمانية . فأن سكت المسلمون سيخرج الألمان ومن على شاكلتهم بالاتحاد الأوروبي يطلقون النار ويعتدون على أعراض المسلمات المغتربين ويصبح الحجاب وأي مظهر إسلامي إرهابا بحكم القوانين عندهم.. هذه شخصيتنا وثقافتنا كمسلمين ومعتقداتنا عصمة أمرنا فان فرطنا بها فمن يحمينا إذن؟.

ورغم أن حملات التطرف العنصرية اليمينية من تسعينات القرن الميلادي العشرين وما رافقها من اعتداءات مباشرة على المسلمين عموما وعلى مساجدهم ومنشآتهم لم تعد جزءا من الواقع الألماني في الوقت الحاضر، فالخشية من تحولها إلى صدامات اجتماعية كبرى لعبت دورها في تنامي المعارضة الشعبية، وبالتالي عزلة التطرف العنصري، إنما كان ربط الإسلام بالإرهاب في الأعوام الثمانية الماضية على الأقل وريث تلك الحقبة، وهنا لا تصدر الحملات عن مجموعات وتنظيمات عنصرية أو متطرفة، وإنما عن أجهزة وأوساط سياسية وإعلامية وفكرية.
ولا ينبغي لنا أن نندهش لاعتداء متطرف أوروبي على امرأة مسلمة ترتدي الحجاب لأن المسلمين لم يفعلوا شيئا وهم يرون ما حدث للعراقيات على أيدي الجنود الأميركيين وللفلسطينيات على أيدي الجنود الإسرائيليين، وإن كنت قد سمعت أن الدول العربية اجتمعت في الجامعة العربية وقرروا وبصوت واحد وحازم أن يزور الملحق الثقافي المصري في ألمانيا منزل عائلة مروة الشربيني لتقديم واجب العزاء!!.