كثيرون، وأنا منهم، صا ر لديهم قناعة بأن مواقع التواصل الاجتماعي
أفسدت العلاقات الإنسانية ولم تساهم في تنمية العلاقات الشخصية بين بنو البشر.
في الماضي كانت العلاقات أكثر دفئا، كنا نتزاور ليعرف كل منا أحوال
الآخر، ولما أخترع الهاتف وصار متاحا للجميع أصبحنا نتواصل عن طريق التليفون،
كلمتين وبس للاطمئنان لكن كنا نسمع صوت من نحب وإذا بلغ الشوق مداه كان العشاق
يتحدثون لساعات غير مبالين بحجم الفاتورة التي يتحملها الآباء في الغالب.
ومع تطور الزمن وظهور مواقع التواصل الاجتماعي والتي من بين مزاياها
رؤية من تتحدث إليه أصبح الحوار متعة خصوصا في ظل ازدحام الشوارع ومشكلات المرور،
لكن رغم ذلك جاء الحوار باردا لا روح فيه.. ورغم إمكانية التحاور ورؤية المحبين
بعضهما إلا أن هذه التقنية صارت محدودة بينما الغالبية تستخدم "الشات"
لكتابة حروف مزجت بين العربية واللاتينية لتصنع لغة سموها بلغة التواصل وهي خليط
عجيب لا يجيده إلا من هم دون العشرين، وأكاد أجزم أن هذه اللغة "المسخ"
ما جاءت إلا للناطقين باللغة العربية بهدف القضاء على لغة القرآن وجعلها في خبر
كان.
ولأني ممن يحبون دفء العلاقات الإنسانية ظللت فترة، رغم امتلاكي مفاتيح
المواقع الاجتماعية، أرفض الولوج إليها بعمق واتعامل معها كعابر سبيل يخشى أن
يفوته القطار ويتخلف عن التقدم التكنولوجي.
لكن الأمر لم يستمر فترة طويلة حيث قررت أنه لا مفر من التواصل
"البارد" الذي ربما يكون أفضل من اللا تواصل، وبدأت في التعامل مع
"الجيد" من هذه الصرعة التكنولوجية واضعا نصب عيني "الميقات
الزمني" خوفا من ضياع الوقت مثلما ضاعت هيبة البعض في (post) ليس له معنى وسيأخذ من
عمر الإنسان بدلا من أن يكون إضافة ذات معنى.
وأصارحكم القول، أنني وجدت عظيم استفادة حينما طبقت نظريتي مع التواصل
الاجتماعي، صحيح أن كثير من المنشور لا قيمة له، لكن القليل قد يغني وأحيانا يكون
تعويضا جيدا عن الساعات المهدرة على شاشة ذكية.
وإذا كنتم تريدون الاستفادة من بعض ما قرأت، فهاكم ما وجدت:
قيام الليل
ماذا يخسر المسلم اذا ترك قيام الليل؟
الخسارة الأولى:
يفقد لقب عباد الرحمن :
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً .....وَالَّذِينَ
يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)
الخسارة الثانية:
يفقد لقب المتقين :
( إن المتقين في جنات وعيون... كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا
يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
الخسارة الثالثة:
يخسر لقب القانت وأولي الألباب :
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ
اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ. يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
الخسارة الرابعة:
يخسر المقام المميز للقائمين :
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ
وَهُمْ يَسْجُدُونَ)
الخسارة الخامسة:
يخسر فرصته في اجابة الدعاء
كما منحها ربنا لزكريا :
(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ
وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ
مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ
الصَّالِحِينَ)
الخسارة السابعة:
يخسر أن لا تُذهب حسناته سيئاته فمن أحد شروطها أن أقيم الصلاة زلفاً
من الليل:
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
الخسارة الثامنة:
يخسر أن لا يبعثه ربي مقاماً محموداً :
(وَمِنَ اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا
مَحْمُودًا)
الخسارة التاسعة:
يخسر الرضى الذي وعد به ربي عزوجل :
(... وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ
لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ)
الخسارة العاشرة:
يخسر عناية الله التي يوليها لمن يراه قائماً بالتوكل عليه:
(وتوكل على العزيز الرحيم
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
الخسارة الحادية عشر:
يخسر الصبرلحكم الله ولا يكون ممن يقال لهم (فإنك بأعيننا) :
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ
اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)
الخسارة الثانية عشر:
يخسر ما أخفى الله للقائمين
من قرة أعين
(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا
أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*)
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ
اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ
يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ ...)
فهل ياترى بعد كل هذه الخسائر الفادحة سنضيع قيام الليل؟
قم الليل ولو بركعتين
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ياحي يا قيوم
اللهم اجعلنا من مقيمين صلاة الليل يارب يامجيب
خمس يعرفن بخمس
١- الشجرة تعرف من ثمارها
٢- والمرأة عند إفتقار زوجها
٣- والصديق عند الشدة
٤- والمؤمن عند الإبتلاء
٥- والكريم عند الحاجة
خمس يرفعن خمس
١- التواضع يرفع العلماء
٢- والمال يرفع اللئام
٣- والصمت يرفع الزلل
٤- والحياء يرفع الخلق
٥- والهزل يرفع الكلفة
وخمس يأتين بخمس
١- الإستغفار يأتي بالرزق
٢- وغض البصر يأتي بالفراسة
٣- والحياء يأتي بالخير
٤- ولين الكلام يأتي
بالمسألة
٥- والغضب يأتي بالندم
وخمس يصرفن خمس
١- لين الكلام يصرف الغضب
٢- والإستعاذة بالله تصرف
الشيطان
٣- والتأني يصرف الندامة
٤- وإمساك اللسان يصرف
الخطأ
٥- والدعاء يصرف شر القدر
خمس قربهن سعادة
١- الإبن البار
٢- والزوجة الصالحة
٣- والصديق الوفي
٤- والجار المؤمن
٥- والعالم الفقيه
وخمس يطبن بخمس
١- الصحة برغد العيش
٢- والسفر بحسن الصحبة
٣- والجمال بحسن الخلق
٤- والنوم براحة البال
٥- والليل بذكر الله
*****
على قدر الهدف يكون الانطلاق ... ففــي
طلب الرزق قال:' فامشوا '
وللصلاة قال:' فاسعوا '
وللجنة قال :' وسارعوا '
وأما إليه فقال:' ففروا إلى الله '
شكرا.. ولنتواصل عبر التواصل لكن في المفيد من الكلام وبلغتنا العربية
"الجميلة"