الاثنين، 28 سبتمبر 2015

تدافع منى.. مؤامرة إيرانية أم قضاء وقدر؟


رغم أني لا أؤمن بنظرية المؤامرة لكني أحيانا اضطر إلى الاقتناع بما يقوله القائلين بها. وفي حادث تدافع منى الذي وقع خلال تفويج الحجاج من المزدلفة إلى منى هذا العام كثر اللغط حول مؤامرة إيرانية كانت تهدف إلى إفساد موسم الحج واتخاذ ما يحدث ذريعة في حربها (القذرة) ضد المملكة العربية السعودية.
الحقائق.. والتاريخ.. وانطباعات شخصية من رحلتي عمل للعاصمة الإيرانية طهران وما خرجت به من مقابلات مع المسئولين الإيرانيين.. كل ذلك يؤكد أن هناك مؤامرة نسجت خيوطها في عقول سوداء لكن شاء الله ألا تكتمل بل ويفضح القائمين عليها والمخططين لها.
أسئلة كثيرة أثارتها المعلومات والأخبار التي بدأت "بعض" الجهات المجهولة تسريبها لبعض المواقع  الإخبارية السعودية حول حادث التدافع الدامي في منى الذي نتج عنه وفاة 769 شخصا بالإضافة إلى 934 مصابا.
روايات عدة تداولت عن شهود عيان قيل أنهم من موقع حادثة التدافع، الأولى عن  السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس،وهي الرواية التي اعتمدها الدفاع المدني في بيانه الرسمي عن الحادث، ولكن جاءت رواية ثانية أخذت طريقها في الانتشار، وهي أن حادثة التدافع تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة.
وكانت معلومات مشابهة لهذه الأخبار أخذت طريقها في الانتشار عبر "قروبات" برامج الاتصالات "واتساب" و"تلجرام" و"فيبر"، واستغلت هذه الأخبار ردود الفعل الايرانية على الحادث والتي حملت السعودية مسؤولية الحادث، واتهمت السلطات السعودية بعدم الكفاءة في تنظيم الحج، في الوقت الذي التزمت فيه السعودية رسميا الصمت تجاه هذه الشائعات؟.
وقد اتهم الكاتب الحقوقي الجزائري أنور مالك الدولة الإيرانية بأنها السبب في حادث تدافع للحجاج في منى، مطالبا بالتفتيش عن إيران في كل حادث يطول السعودية، على حد قوله.
وعبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر"، كتب: "حج هذا العام جاء في ظروف استثنائية حيث إن #السعودية تخوض معركة كبرى مع #إيران، لذلك لن أستبعد أبدا وجود أصابع صفوية فيما حدث".
وأضاف مطالبا: "#فتشوا_عن_إيران في كل حادث يطال #السعودية سواء كان #تدافع_مشعر_منى أو عمليات إرهابية تطال الشيعة والسنة"، معللا: "لا يوجد أحقد من الملالي على آل سعود".
يدعم هذا الرأي ما ذكره مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران من أن قرابة 300 حاج إيراني "خالفوا تعليمات التفويج المحددة"، مما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بمشعر منى.
وقال المسؤول، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط "إن تفاصيل المخالفة بدأت عندما تحركت هذه المجموعة من مزدلفة صباح الخميس مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204."
وأضاف المسؤول، أن هذه المجموعة المكونة من نحو 300 حاج إيراني، لم تنتظر انتهاءها من رمي جمرة العقبة، وفق التعليمات التي تطالب بالانتظار في المخيم حتى الموعد المحدد، وقررت العودة في الاتجاه المعاكس، مما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية.
وأوضح أن "المجموعة توقفت قليلاً ولم تتحرك باتجاه آخر، مما ساعد في الضغط ودفع الحجاج للخروج من طريق لا يزيد عرضه على 20 مترا". كما أوضح المصدر، أن ما نتج لا يدخل ضمن عملية التدافع أو الازدحام، بل تحت ما يسمى بالارتداد العكسي، الذي تكون له نتائج سلبية كبيرة.
وإذا كانت الحقائق وما حدث على الأرض يؤكد تورط النظام الإيراني في هذه المؤامرة، فإن التاريخ أيضا يدعم هذا الاتجاه إذ غالبًا ما يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونه الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلاً عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن.
ملف إيران بمواسم الحج يعد بلا مبالغة ملفًا أسود، فمراسم "البراءة من المشركين" هو عند - قائد الثورة الإيرانية، الخمينى واجب تعبدي سياسى، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التى من دونه "لا يكون الحج صحيحًا".
وإذا شاء الإيرانيون فتحنا ملفهم بمواسم الحج والذي يعد بلا مبالغة ملفا أسودا، ففي موسم حج 1406 هـ، اكتشف مسؤولو أمن المطار في جدة كميات من المواد المتفجرة الخطيرة في حقائب حجاج إيران، تكفي لنسف مدينة مكة المكرمة بكاملها، ولكن الله سلم بيته وضيوفه.
وفي عام 1409 هـ قامت إيران بتفجير داخل حرم الله وعلى مقربة من المسجد الحرام عبر خلية إرهابية تابعة لها، وقتل في ذلك التفجير عدد كبير من الحجاج، ومكن الله تعالى الحكومة السعودية من القبض على أفراد الخلية في وقت قياسي، وأصدرت عليهم أحكام الإعدام بعدما اعترفوا بجريمتهم المروعة، وأقيم فيهم حكم الله، ودعتهم حينها إيران بالشهداء، وأطلقت عليهم أسم أولياء الله.
ولم يكتف الإيرانيون بما فعلوه، بل كرروا فعلتهم بعدها بعام، ففي حج 1410 هـ، قاموا هذه المرة بإطلاق غازات سامة على الحجاج في منطقة المعيصم، ومات آلاف الحجاج، ما جعل الملك فهد يرحمه الله تعالى يصدر  قرار بمنع حجاج إيران من الحج، حتى سمح لهم بعد سبع سنوات، وقد تعهدوا بعدم إخلالهم الأمن، والالتزام بكل اشتراطات الحكومة السعودية.
التاريخ لا ينسى ما فعله أجداد الإيرانيين، فالقرامطة الذين تلبسوا الغدر للدخول لمكة في عام 317 هـ، وأطلقوا سيوفهم -بعد أن تمكنوا- في حجاج بيت الله الحرام وقتذاك، فقتلوا نحراً 30 ألف حاج، وردموا بئر زمزم بالجثث، وسرقوا الحجر اﻷسود ولم يعيدوه إلا بعد 22 عاما، ليأتي أحفادهم اليوم ويطالبون بالإشراف على الحج.
ومن الحقائق والتاريخ إلى الواقع الحالي هذا العام حيث جاء التهديد الأبرز على لسان محمد المقالح، المحسوب على جماعة الحوثي، حيث كتب المقالح في السابع من شهر أغسطس الماضي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلا، دقوا يا رجال الله قبل الموسم ليتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة!!.
لقد أصبحت إيران تمثل خطراً وجودياً على الأمتين العربية والإسلامية بأكملهما، فالنظام في إيران لم يترك بلداً عربياً ولا إسلامياً تقريباً في حاله، ونالت مؤامراته وخططه وفتنه كل البلدان العربية، تقريباً، وليس في العدوانية الإيرانية أية تكهنات أو شكوك، فقد برهنت إيران على عداوتها للأمة العربية في مناسبات كثيرة، وليس أقلها ما تفعله حاليا من محاولات تأسيس ميلشيات عربية وتدريبها وتزويدها بالسلاح والمتفجرات ونشرها في الوطن العربي.
بلا شك إذن هناك مؤامرة أمريكية إيرانية خبيثة؛ سنتحدث عنها تفصيلا في الأيام المقبلة؛ وكما قال الدكتور عبد الله النفيسي فإنه يخشى من اتمام هذه الصفقة على حساب الخليج العربي .ندعو الله أن يرد كيدهم وأن يحفظ ديارنا من مؤامراتهم الدنيئة.

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

المسجد الأقصى والعمل الصالح



قاربت العشر الأوائل من ذي الحجة على الانتهاء، تلك الأيام التي عظمها ربنا سبحانة وتعالى حيث قال تعالى (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس قوله: هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة.
وقال تعالى: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات) نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: أَيَّامُ الْعَشْرِ.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا أيام العشر.
قال ابن القيم الجوزية (ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة. وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية).
وفي رواية الترمذي وأبي داود: وعَنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ.
لكن ما علاقة هذه الآيات والأحاديث وما ذُكر عن (العمل الصالح) وفضل (الأيام العشر) من ذي الحجة، والحديث عن المسجد الأقصى وما يحاك حوله من مؤامرات يهودية، وما هو المطلوب من المسلم أن يفعله لنصره الأقصى في هذه الأيام المباركة؟.
يكفينا أن نعلم ارتباط المسجد الأقصى بعقيدتنا ذلك أن الله تبارك وتعالى أقسم ببيت المقدس أقسم بالأرض المقدسة، وإن الله ليقسم تبارك وتعالى لبيان شرف المكان وبيان فضل المكان وحثنا على الدفاع عن هذا المكان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أقسم الله بالأرض المقدسة بقوله "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين " قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فهذه محال ثلاثة أقسم الله بها بياناً لفضلها وأرسل فيها وأرسل من أولي العزم من الرسل وأنزل فيها من الشرائع الكبار ومحل التين والزيتون هي بيت المقدس ومحلة طور سينين طور سيناء التي كلم الله عليها موسى بن عمران وهذا البلد الأمين مكة المكرمة الذي من دخله كان آمناً ولهذا أقسم الله بالأشرف ثم الأشرف منه ثم الأشرف منه.
ولو لم يكن للمسجد الأقصى من الفضائل إلا قولة تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا " لكانت كافية وبجميع البركات وافية كما قال السيوطي رحمه الله.
أيضا أذكركم بما قرأته من سنوات للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حين قال إن الطريق إلى القدس طريقٌ واحدٌ لا بديل عنه، هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وما ضاع المسجد الأقصى إلا لأننا فرطنا في إيماننا، وضيعنا معالمه وأوامره، ولا يرجع المسجد الأقصى إلا أن نرجع لتدارك ما فرطنا، فنعود إلى رب العالمين باتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح .
والنصر لا يكون إلا بالأيدي المتوضئة وبالجباه الساجدة ، والأنفس الزكية ، والأجساد المتطهرة ، والألسنة المحفوظة ، بذلك يقع النصر والتمكين إن شاء الله ، ويشعر كل مسلم أن عليه واجباً نحو النصر ، نحو القدس ، نحو دماء المسلمين ، نحو ديار المسلمين.
وكلنا يعلم أن هذه الأرض مقدسة ومباركه وأنها مرتبطة بالعقيدة، لذلك فكل من يقول لا اله إلا الله فإنه مطالب اليوم بأن يقف دفاعاً ملء حنجرته إن كان عالماً، وملء سلاحه إن كان مجاهداً، وملء رأيه أن كان إعلامياً، وملئ قراره إن كان حاكماً أو ولي أمر، لابد أن تتضافر الجهود، ولن يرتدع اليهود إلا إذا رأوا هذه الأمة جميعها واقفة كالأسد , كالجبل الأشم، تدافع وتقدم النفس والنفيس رخيصة في سبيل الله تطهير المسجد الأقصى، ونبشركم نحن نواجه أجبن أهل الأرض وأحرصهم على "حياة" وإذا جوبهوا في الثبات في العقيدة حكاماً ومحكومين فلا ورب... فلا والله لن يستطيعوا ولن يجرؤا أن ينفذوا مخططاتهم  ولا أن يدنسوا أقصانا ولا أن ينالوا من كرامتنا وثباتنا وإرادتنا.
ثم أن المسجد الأقصى يذكرنا بإستراتيجية كانت موجودة عند أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وآلية كانت موجودة ونفتقر إليها اليوم  في نصرة المسجد الأقصى، هذه الآلية هي العمل الجاد من قبل حكام المسلمين لتحرير المسجد الأقصى والدفاع عن المسجد الأقصى وإزاحة هذا الاحتلال الذي يجثم على المسجد الأقصى.
هذه المسؤولية كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أرسل خيل المسلمين إلى مشارف الشام في تبوك، وكانت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه حينما بعث أسامة بن زيد إلى مشارف الشام، وكانت عند أبي بكر الصديق حين حول الجيش المنتصر من بلاد فارس في العراق إلى بلاد الشام إلى فلسطين وما حولها وأعلنها قائلاً: "والله لأن أفتح كفراً من كفور الشام لأحب إلي أن أفتح  مدينة في بلاد العراق، كان الحرص الشديد على هذه البلاد لما لها من ارتباط عقدي مع المسلمين، ثم إن الاعتداءات  على المسجد الأقصى تذكرننا اليوم بفاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب فاتح المسجد الأقصى والذي جاء إلى هذه البلاد المباركة ليتسلم مفاتيح القدس ثم ليحملنا ويسلمنا المفاتيح من خلفه ، هذا الفاروق الذي يعلمنا حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما حين نتذكره ونتذكر عدله وفتحه وهجرته يقول ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم: إذا ذكر عمر ذكر العدل وإذا ذكر العدل ذكر الله تعالى، جاء الفاروق بعد أن أرسل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أمين هذه الأمة -وانتبه أخي الحصيف - أمين الأمة يحاصر بيت المقدس وفاروق الأمة هو الذي يأتي ليتسلم مفاتيح وكأنها إشارة إلى أن نصرة المسجد الأقصى يجب أن يكون من الأمناء ومن الصادقين وممن ينهجون نهج فاروق الأمة ونهج  أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، وهذا يذكرنا بقول الله تعالى" بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد " (الإسراء/5).
ولا شك أن ماهية العمل الصالح هو ذلك الذي جمع بين أمرين عظيمين بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى وهما:
أولا.. تحرير هذا العمل لله وحده، وتخليصه من جميع الشوائب التي تعكر خلوصه لله سبحانه وتعالى، فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً له وحده، فليتنبه العاقل الحصيف، قال تعالى:  ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ).
أن يكون هذا العمل وفق الدليل الشرعي من كتاب أو سنة ، فلا زيادة ولا نقصان، حدد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (من عمل عملاً ليس علينا أمرنا فهو رد ).
ثانياً: من فضل الله تعالى أن الأماكن تتفاوت من حيث فضلها فالمساجد بيوت الله وهي أفضل من غيرها، والمساجد الثلاثة ( المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى ) أفضل المساجد، ومن فضلها مضاعفة أجر الصلاة فيها فالمسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، والمسجد النبوي بألف صلاة فيما سواه، والمسجد الأقصى بخمسمائة صلاة فيما سواه، كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام، كما أن الحرم بعامة يفضل عن غيره وله أحكامه تخصه ومنها أن معظم شعائر الحج تنقضي فيه.
كما أن الأزمنة تتفاوت من حيث فضلها وعظم أجر العمل الصالح فيها فشهر رمضان أفضل الشهور، وأيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع.
لقد أقسم علي بن أبي طالب "والذي نفسي بيده لا ينزل بلاء من السماء إلا بذنب ولا يرفع إلا بالتوبة " "، لذلك لا بد من التوبة إلى الله كما أمرنا الله الذي أعقب بعدها (لعلكم تفلحون) وطريق الفلاح هو طريق إزاحة الاحتلال طريق الكرامة بطاعة الله وبترك معصية الله قال تعالى: " فكلا أخذنا بذنبه وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" .
من الآن، لا تبخلوا على أهلكم في فلسطين بدعوة صالحة خالصة فيها تضرع واستكانة وخضوع لله عز وجل، فالدعاء سلاح من لا سلاح له ، وتأثيره عظيم والمتتبع لقصص الأنبياء وسير الصالحين يجد ذلك جلياً.. توبوا إلى الله ولا تشركوا به أحدا، وأعملوا عملا صالحا.. ثم أدعوا الله ليستجيب دعائكم.