الاثنين، 28 سبتمبر 2015

تدافع منى.. مؤامرة إيرانية أم قضاء وقدر؟


رغم أني لا أؤمن بنظرية المؤامرة لكني أحيانا اضطر إلى الاقتناع بما يقوله القائلين بها. وفي حادث تدافع منى الذي وقع خلال تفويج الحجاج من المزدلفة إلى منى هذا العام كثر اللغط حول مؤامرة إيرانية كانت تهدف إلى إفساد موسم الحج واتخاذ ما يحدث ذريعة في حربها (القذرة) ضد المملكة العربية السعودية.
الحقائق.. والتاريخ.. وانطباعات شخصية من رحلتي عمل للعاصمة الإيرانية طهران وما خرجت به من مقابلات مع المسئولين الإيرانيين.. كل ذلك يؤكد أن هناك مؤامرة نسجت خيوطها في عقول سوداء لكن شاء الله ألا تكتمل بل ويفضح القائمين عليها والمخططين لها.
أسئلة كثيرة أثارتها المعلومات والأخبار التي بدأت "بعض" الجهات المجهولة تسريبها لبعض المواقع  الإخبارية السعودية حول حادث التدافع الدامي في منى الذي نتج عنه وفاة 769 شخصا بالإضافة إلى 934 مصابا.
روايات عدة تداولت عن شهود عيان قيل أنهم من موقع حادثة التدافع، الأولى عن  السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس،وهي الرواية التي اعتمدها الدفاع المدني في بيانه الرسمي عن الحادث، ولكن جاءت رواية ثانية أخذت طريقها في الانتشار، وهي أن حادثة التدافع تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة.
وكانت معلومات مشابهة لهذه الأخبار أخذت طريقها في الانتشار عبر "قروبات" برامج الاتصالات "واتساب" و"تلجرام" و"فيبر"، واستغلت هذه الأخبار ردود الفعل الايرانية على الحادث والتي حملت السعودية مسؤولية الحادث، واتهمت السلطات السعودية بعدم الكفاءة في تنظيم الحج، في الوقت الذي التزمت فيه السعودية رسميا الصمت تجاه هذه الشائعات؟.
وقد اتهم الكاتب الحقوقي الجزائري أنور مالك الدولة الإيرانية بأنها السبب في حادث تدافع للحجاج في منى، مطالبا بالتفتيش عن إيران في كل حادث يطول السعودية، على حد قوله.
وعبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر"، كتب: "حج هذا العام جاء في ظروف استثنائية حيث إن #السعودية تخوض معركة كبرى مع #إيران، لذلك لن أستبعد أبدا وجود أصابع صفوية فيما حدث".
وأضاف مطالبا: "#فتشوا_عن_إيران في كل حادث يطال #السعودية سواء كان #تدافع_مشعر_منى أو عمليات إرهابية تطال الشيعة والسنة"، معللا: "لا يوجد أحقد من الملالي على آل سعود".
يدعم هذا الرأي ما ذكره مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران من أن قرابة 300 حاج إيراني "خالفوا تعليمات التفويج المحددة"، مما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بمشعر منى.
وقال المسؤول، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط "إن تفاصيل المخالفة بدأت عندما تحركت هذه المجموعة من مزدلفة صباح الخميس مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204."
وأضاف المسؤول، أن هذه المجموعة المكونة من نحو 300 حاج إيراني، لم تنتظر انتهاءها من رمي جمرة العقبة، وفق التعليمات التي تطالب بالانتظار في المخيم حتى الموعد المحدد، وقررت العودة في الاتجاه المعاكس، مما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية.
وأوضح أن "المجموعة توقفت قليلاً ولم تتحرك باتجاه آخر، مما ساعد في الضغط ودفع الحجاج للخروج من طريق لا يزيد عرضه على 20 مترا". كما أوضح المصدر، أن ما نتج لا يدخل ضمن عملية التدافع أو الازدحام، بل تحت ما يسمى بالارتداد العكسي، الذي تكون له نتائج سلبية كبيرة.
وإذا كانت الحقائق وما حدث على الأرض يؤكد تورط النظام الإيراني في هذه المؤامرة، فإن التاريخ أيضا يدعم هذا الاتجاه إذ غالبًا ما يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونه الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلاً عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن.
ملف إيران بمواسم الحج يعد بلا مبالغة ملفًا أسود، فمراسم "البراءة من المشركين" هو عند - قائد الثورة الإيرانية، الخمينى واجب تعبدي سياسى، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التى من دونه "لا يكون الحج صحيحًا".
وإذا شاء الإيرانيون فتحنا ملفهم بمواسم الحج والذي يعد بلا مبالغة ملفا أسودا، ففي موسم حج 1406 هـ، اكتشف مسؤولو أمن المطار في جدة كميات من المواد المتفجرة الخطيرة في حقائب حجاج إيران، تكفي لنسف مدينة مكة المكرمة بكاملها، ولكن الله سلم بيته وضيوفه.
وفي عام 1409 هـ قامت إيران بتفجير داخل حرم الله وعلى مقربة من المسجد الحرام عبر خلية إرهابية تابعة لها، وقتل في ذلك التفجير عدد كبير من الحجاج، ومكن الله تعالى الحكومة السعودية من القبض على أفراد الخلية في وقت قياسي، وأصدرت عليهم أحكام الإعدام بعدما اعترفوا بجريمتهم المروعة، وأقيم فيهم حكم الله، ودعتهم حينها إيران بالشهداء، وأطلقت عليهم أسم أولياء الله.
ولم يكتف الإيرانيون بما فعلوه، بل كرروا فعلتهم بعدها بعام، ففي حج 1410 هـ، قاموا هذه المرة بإطلاق غازات سامة على الحجاج في منطقة المعيصم، ومات آلاف الحجاج، ما جعل الملك فهد يرحمه الله تعالى يصدر  قرار بمنع حجاج إيران من الحج، حتى سمح لهم بعد سبع سنوات، وقد تعهدوا بعدم إخلالهم الأمن، والالتزام بكل اشتراطات الحكومة السعودية.
التاريخ لا ينسى ما فعله أجداد الإيرانيين، فالقرامطة الذين تلبسوا الغدر للدخول لمكة في عام 317 هـ، وأطلقوا سيوفهم -بعد أن تمكنوا- في حجاج بيت الله الحرام وقتذاك، فقتلوا نحراً 30 ألف حاج، وردموا بئر زمزم بالجثث، وسرقوا الحجر اﻷسود ولم يعيدوه إلا بعد 22 عاما، ليأتي أحفادهم اليوم ويطالبون بالإشراف على الحج.
ومن الحقائق والتاريخ إلى الواقع الحالي هذا العام حيث جاء التهديد الأبرز على لسان محمد المقالح، المحسوب على جماعة الحوثي، حيث كتب المقالح في السابع من شهر أغسطس الماضي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلا، دقوا يا رجال الله قبل الموسم ليتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة!!.
لقد أصبحت إيران تمثل خطراً وجودياً على الأمتين العربية والإسلامية بأكملهما، فالنظام في إيران لم يترك بلداً عربياً ولا إسلامياً تقريباً في حاله، ونالت مؤامراته وخططه وفتنه كل البلدان العربية، تقريباً، وليس في العدوانية الإيرانية أية تكهنات أو شكوك، فقد برهنت إيران على عداوتها للأمة العربية في مناسبات كثيرة، وليس أقلها ما تفعله حاليا من محاولات تأسيس ميلشيات عربية وتدريبها وتزويدها بالسلاح والمتفجرات ونشرها في الوطن العربي.
بلا شك إذن هناك مؤامرة أمريكية إيرانية خبيثة؛ سنتحدث عنها تفصيلا في الأيام المقبلة؛ وكما قال الدكتور عبد الله النفيسي فإنه يخشى من اتمام هذه الصفقة على حساب الخليج العربي .ندعو الله أن يرد كيدهم وأن يحفظ ديارنا من مؤامراتهم الدنيئة.

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

المسجد الأقصى والعمل الصالح



قاربت العشر الأوائل من ذي الحجة على الانتهاء، تلك الأيام التي عظمها ربنا سبحانة وتعالى حيث قال تعالى (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس قوله: هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة.
وقال تعالى: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات) نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: أَيَّامُ الْعَشْرِ.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا أيام العشر.
قال ابن القيم الجوزية (ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة. وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية).
وفي رواية الترمذي وأبي داود: وعَنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ.
لكن ما علاقة هذه الآيات والأحاديث وما ذُكر عن (العمل الصالح) وفضل (الأيام العشر) من ذي الحجة، والحديث عن المسجد الأقصى وما يحاك حوله من مؤامرات يهودية، وما هو المطلوب من المسلم أن يفعله لنصره الأقصى في هذه الأيام المباركة؟.
يكفينا أن نعلم ارتباط المسجد الأقصى بعقيدتنا ذلك أن الله تبارك وتعالى أقسم ببيت المقدس أقسم بالأرض المقدسة، وإن الله ليقسم تبارك وتعالى لبيان شرف المكان وبيان فضل المكان وحثنا على الدفاع عن هذا المكان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أقسم الله بالأرض المقدسة بقوله "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين " قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فهذه محال ثلاثة أقسم الله بها بياناً لفضلها وأرسل فيها وأرسل من أولي العزم من الرسل وأنزل فيها من الشرائع الكبار ومحل التين والزيتون هي بيت المقدس ومحلة طور سينين طور سيناء التي كلم الله عليها موسى بن عمران وهذا البلد الأمين مكة المكرمة الذي من دخله كان آمناً ولهذا أقسم الله بالأشرف ثم الأشرف منه ثم الأشرف منه.
ولو لم يكن للمسجد الأقصى من الفضائل إلا قولة تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا " لكانت كافية وبجميع البركات وافية كما قال السيوطي رحمه الله.
أيضا أذكركم بما قرأته من سنوات للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حين قال إن الطريق إلى القدس طريقٌ واحدٌ لا بديل عنه، هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وما ضاع المسجد الأقصى إلا لأننا فرطنا في إيماننا، وضيعنا معالمه وأوامره، ولا يرجع المسجد الأقصى إلا أن نرجع لتدارك ما فرطنا، فنعود إلى رب العالمين باتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح .
والنصر لا يكون إلا بالأيدي المتوضئة وبالجباه الساجدة ، والأنفس الزكية ، والأجساد المتطهرة ، والألسنة المحفوظة ، بذلك يقع النصر والتمكين إن شاء الله ، ويشعر كل مسلم أن عليه واجباً نحو النصر ، نحو القدس ، نحو دماء المسلمين ، نحو ديار المسلمين.
وكلنا يعلم أن هذه الأرض مقدسة ومباركه وأنها مرتبطة بالعقيدة، لذلك فكل من يقول لا اله إلا الله فإنه مطالب اليوم بأن يقف دفاعاً ملء حنجرته إن كان عالماً، وملء سلاحه إن كان مجاهداً، وملء رأيه أن كان إعلامياً، وملئ قراره إن كان حاكماً أو ولي أمر، لابد أن تتضافر الجهود، ولن يرتدع اليهود إلا إذا رأوا هذه الأمة جميعها واقفة كالأسد , كالجبل الأشم، تدافع وتقدم النفس والنفيس رخيصة في سبيل الله تطهير المسجد الأقصى، ونبشركم نحن نواجه أجبن أهل الأرض وأحرصهم على "حياة" وإذا جوبهوا في الثبات في العقيدة حكاماً ومحكومين فلا ورب... فلا والله لن يستطيعوا ولن يجرؤا أن ينفذوا مخططاتهم  ولا أن يدنسوا أقصانا ولا أن ينالوا من كرامتنا وثباتنا وإرادتنا.
ثم أن المسجد الأقصى يذكرنا بإستراتيجية كانت موجودة عند أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وآلية كانت موجودة ونفتقر إليها اليوم  في نصرة المسجد الأقصى، هذه الآلية هي العمل الجاد من قبل حكام المسلمين لتحرير المسجد الأقصى والدفاع عن المسجد الأقصى وإزاحة هذا الاحتلال الذي يجثم على المسجد الأقصى.
هذه المسؤولية كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أرسل خيل المسلمين إلى مشارف الشام في تبوك، وكانت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه حينما بعث أسامة بن زيد إلى مشارف الشام، وكانت عند أبي بكر الصديق حين حول الجيش المنتصر من بلاد فارس في العراق إلى بلاد الشام إلى فلسطين وما حولها وأعلنها قائلاً: "والله لأن أفتح كفراً من كفور الشام لأحب إلي أن أفتح  مدينة في بلاد العراق، كان الحرص الشديد على هذه البلاد لما لها من ارتباط عقدي مع المسلمين، ثم إن الاعتداءات  على المسجد الأقصى تذكرننا اليوم بفاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب فاتح المسجد الأقصى والذي جاء إلى هذه البلاد المباركة ليتسلم مفاتيح القدس ثم ليحملنا ويسلمنا المفاتيح من خلفه ، هذا الفاروق الذي يعلمنا حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما حين نتذكره ونتذكر عدله وفتحه وهجرته يقول ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم: إذا ذكر عمر ذكر العدل وإذا ذكر العدل ذكر الله تعالى، جاء الفاروق بعد أن أرسل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أمين هذه الأمة -وانتبه أخي الحصيف - أمين الأمة يحاصر بيت المقدس وفاروق الأمة هو الذي يأتي ليتسلم مفاتيح وكأنها إشارة إلى أن نصرة المسجد الأقصى يجب أن يكون من الأمناء ومن الصادقين وممن ينهجون نهج فاروق الأمة ونهج  أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، وهذا يذكرنا بقول الله تعالى" بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد " (الإسراء/5).
ولا شك أن ماهية العمل الصالح هو ذلك الذي جمع بين أمرين عظيمين بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى وهما:
أولا.. تحرير هذا العمل لله وحده، وتخليصه من جميع الشوائب التي تعكر خلوصه لله سبحانه وتعالى، فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً له وحده، فليتنبه العاقل الحصيف، قال تعالى:  ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ).
أن يكون هذا العمل وفق الدليل الشرعي من كتاب أو سنة ، فلا زيادة ولا نقصان، حدد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (من عمل عملاً ليس علينا أمرنا فهو رد ).
ثانياً: من فضل الله تعالى أن الأماكن تتفاوت من حيث فضلها فالمساجد بيوت الله وهي أفضل من غيرها، والمساجد الثلاثة ( المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى ) أفضل المساجد، ومن فضلها مضاعفة أجر الصلاة فيها فالمسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، والمسجد النبوي بألف صلاة فيما سواه، والمسجد الأقصى بخمسمائة صلاة فيما سواه، كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام، كما أن الحرم بعامة يفضل عن غيره وله أحكامه تخصه ومنها أن معظم شعائر الحج تنقضي فيه.
كما أن الأزمنة تتفاوت من حيث فضلها وعظم أجر العمل الصالح فيها فشهر رمضان أفضل الشهور، وأيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع.
لقد أقسم علي بن أبي طالب "والذي نفسي بيده لا ينزل بلاء من السماء إلا بذنب ولا يرفع إلا بالتوبة " "، لذلك لا بد من التوبة إلى الله كما أمرنا الله الذي أعقب بعدها (لعلكم تفلحون) وطريق الفلاح هو طريق إزاحة الاحتلال طريق الكرامة بطاعة الله وبترك معصية الله قال تعالى: " فكلا أخذنا بذنبه وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" .
من الآن، لا تبخلوا على أهلكم في فلسطين بدعوة صالحة خالصة فيها تضرع واستكانة وخضوع لله عز وجل، فالدعاء سلاح من لا سلاح له ، وتأثيره عظيم والمتتبع لقصص الأنبياء وسير الصالحين يجد ذلك جلياً.. توبوا إلى الله ولا تشركوا به أحدا، وأعملوا عملا صالحا.. ثم أدعوا الله ليستجيب دعائكم.

الأربعاء، 29 يوليو 2015

ماذا يقول الإيرانيون عن عدائهم للعرب؟





منذ وقعت إيران الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، والجدل لا ينتهي حول تأثير هذا الاتفاق على الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط وخصوصا الخليج العربي، فهل القلق السعودي والتوتر الخليجي مبالغ فيه أم أن لهؤلاء عُذرهم تجاه تلك الهواجس وهل صحيح ذلك التحذير الذي أطلقه البعض من أن سياسات الجمهورية الإسلامية في إيران ستدفع إلى إندلاع حرب سُنية شيعية؟
الحقيقة أن لهؤلاء القلقين عذرهم فكل الشواهد تؤيد شكوكهم، لقد زرت إيران مرتان، عام 2000 ثم في عام 2004، وخلالهما التقيت بعدد من الملالي آيات الله وكثير من الرموز الإيرانية والمفكرين، كما تجولت في أروقه جامعة طهران متحدثا مع الكثير من شبابها المؤيد للنظام والثائر الرافض له.
وعند الحديث مع أي إيراني، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، فلن تجد إلا إحساسا بالكبرياء يتبعه رغبة في أن يأتي العرب إلى إيران لا أن تذهب الجمهورية الإسلامية إلى جيرانها من العرب المسلمين، صحيح أن عاطفة الإسلام تشعر بها في نظرتهم للعرب، لكن القومية الإيرانية والروح "الفارسية" تنتصر عليها غالبا لتدفع بالعلاقات الإيرانية العربية إلى المربع الأول الذي يعني الجمود المؤقت فلا هي علاقات حارة جادة وليست كذلك علاقات عداء ظاهر.


آية الله مكارم شيرازي، رفيق درب آية الله الخوميني، التقيته في مدينة قم عام 2000 وقت أن كانت الساحة الإيرانية تلين في أيدي ما أسماهم الإعلام بالإصلاحيين.. وسألته خلال المقابلة إن كان ما يحدث في إيران يعني أن تغييرا طرأ على فكرة تصدير الثورة الإسلامية إلى دول الجوار، وهو ما كان ينادي به الخوميني؟. قال شيرازي إنه لا فرق بين إصلاحيين ومحافظين عند الخديث عن الثورة فاختلاف العقيدة منطق غير موجود وما يحدث هو مجرد اختلاف في طرق تطبيق نظريات وأهداف هي من أسس وثوابت الثورة الإسلامية، وتصدير الثورة لا شك سيبقى أهم هذه الثوابت.


وهذا ما أكده أيضا الشيخ محمد سعيد نعماني، من كبار رجال التيار المحافظ، حين أكد في حواره معي أنه لا تراجع عن ثوابت الثورة الإسلامية وأن الكل؛ الإصلاحيون والمحافظون؛ من أبناء الإمام الخوميني وأبناء هذا النظام الذي لن تتغير أهدافه حتى وإن تبدلت ثيابه.


أما في حديثي مع رجائي خوراساني مستشار وزير الخارجية الإيراني فقد تجادلنا كثيرا حول تسميه الخليج العربي الذي أصر على تسميته بالفارسي، كما رفض كل محاولاتي اقتحام قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها مع دولة الإمارات متمسكا بما أسماه حقوق فارسية في هذه الجزر ولم يعجبه كلامي عن "تنازلات" تقدمها إيران لحل المشكلة.

د.صباح زنجنة كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني ربما يكون الوحيد الذي قال صراحة أنه لا تصدير للثورة الإسلامية وأفكارها، وقال في حواره معي إنه مع تغير الظروف الإقليمية والعالمية كان لا بد من طرح جديد للخطاب الإيراني بحيث يبين صدق النية ويوضح القراءة الإيرانية لمتغيرات الأحداث ودور إيران في المنطقة. وذكر أن هذا الخطاب يركز على ضرورة احترام الآخرين وضرورة التعاون في المجال الإقليمي والدولي.

التقيت في طهران أيضا بالدكتور أبو الفضل صالحي نياه رئيس إدارة الدول العربية برابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، والتي تعني بدعم روابط التعاون بين الدول العربية والإسلامية وإيران، وفي الحوار مع السيد أبو الفضل، الذي عمل مستشارا ثقافيا لإيران بالعديد من الدول العربية، كان واضحا أن ثمة مشاكل في العلاقات الإيرانية العربية وأن ذلك ربما يرجع إلى ما أسماه "الحاجز النفسي" الذي يحد من علاقات أقوى بين الطرفين، وإن كنت أضيف إلى ذلك ما أسميته بالروح الفارسية التي صارت تطل علينا من كل زاوية وخصوصا بين جيل الشباب من الإيرانيين الذي يشكل أكثر من 60% من تعداد الجمهورية الإسلامية.


آية الله العظمى حسين علي منتظري، فقيه الثورة الإسلامية، حين سألته عن العنف الذي لم يكن فقط ممارسة داخلية، لكنه أيضا كان شعارا للثورة التي أخذ قادتها على عاتقهم مسئولية تصدير الثورة إلى خارج إيران حتى ولو كان ذلك عن طريق العنف؟ قال (إن هؤلاء الذين تحدثوا عن تصدير الثورة الإيرانية لو كانوا يعملون بإخلاص وكان عملهم مميزا لأصبح ذلك عاملا على انتشارها وتصديرها دون حاجة لاستخدام العنف الذي نرفض اللجوء إليه حتى ولو كان بهدف نشر أفكارنا ومعتقداتنا).


ومن بين من قابلتهم آية الله محمد علي تسخيري مستشار مرشد الثورة الولي الفقيه آية الله خامنئ؛ والذي يشغل أيضا منصب الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب، ومن قبل كان مسئولا عن الرابطة الثقافية الإسلامية، وهي كلها مناصب تعني بالعلاقات الإيرانية مع دول العالمين الإسلامي والعربي ومسئولة عن تنمية الفكر الشيعي و"تعديل" الصورة النمطية عن المذهب والمنتمين إليه لدى أهل السُنة.
سألته، هل تعتقد أنه من الممكن تصعيد هذا العراك؛ الذي يبدو أحيانا صغيرا بين السُنة والشيعة؛ ليصير حربا كبرى، فلنأخذ العراق مثالا لما يخطط له الاستعمار؟ فقال (لا يمكن مطلقا أن يحدث ذلك لأن الشعب المسلم واع بما يحاك ضده سواء كان ذلك في العراق أو في أي بقعة إسلامية، ولأن العلماء من الطرفين واعون، ولأن الكوادر الإسلامية المثقفة كثيرة جدا، وفي العراق الذي نأخذه كمثال الآن، ورغم أني أؤمن إيمانا مطلقا بنظرية المؤامرة العالمية لكني على يقين كامل بعدم وصولها إلى هدفها، لكنها لن تنتهي حتى لو رحل الاحتلال، ولو بقى فإنه سوف يغرق أكثر في أوحال العراق وسوف يجد نفسه عاجلا أو آجلا مضطرا للرحيل وترك الشعب العراقي يصنع مستقبله بنفسه، إذن هذا الوعي بحقيقة المخاطر هو العامل الحاسم، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، لصد المؤامرة الاستعمارية وعدم إتاحة الفرصة للمتآمرين على الوصول لهدفهم وإشعال الحرب بين أهل السُنة وأهل الشيعة وتفتيت العالم الإسلامي).
وتحدثت معه عما لاحظت من ارتفاع حدة القومية الإيرانية وسط جيل الشباب، فقال (إن هذا التعصب القومي في إيران يأتي ردا على تحركات قومية تعصبية في بعض المجتمعات العربية، عندما يسمع الإيراني أن هناك عالما عربيا يروج كل يوم شعارات دينية لها صبغة سياسية مثل القادسية وحرب إيران والمجوس وغير ذلك، العامل الثاني عدم وجود علاقات مباشرة مع العالم العربي والشباب الإيراني لديه معرفه بالعالم الغربي أكثر من معرفته بالعالم العربي، وهو الشيء نفسه الذي يحدث في العالم العربي، بالإضافة إلى وجود أصوات في الجانبين تسعى لتأصيل هذا التعصب، والمسألة الأخرى هي اللغة فرغم أنه يحيط بإيران العديد من الدول العربية التي تشترك معها في مسارات اقتصادية متنوعة وكذلك سياسية وتربطه معها الكثير من العادات والتقاليد المشتركة إلا أن افتقاد عامل اللغة المشتركة يعيق عملية انتقال المعارف وغيرها مما ينمي النظرة المتعصبة، وهذا بلا شك موجود أيضا في الدول العربية حيث أن أغلب المعلومات المقدمة عن الطرفين للآخر تكون بلغة ثالثة).

مصيب نعيمي رئيس تحرير جريدة الوفاق سألته بشكل مباشر الشارع الإيراني يبدو أنه استعاد النزعة القومية حيث التقيت بالكثير من شباب الجامعة الذين رددوا عدم جدوى التعاون مع العرب! بل لقد وجدت كثير من هؤلاء الشباب يسعى لاستعادة سياسات زمن الشاه وشعاراته الفارسية، من يغذي هذه الأفكار؟ فكانت إجابته، اعتقد أن هذا قد ينسحب فقط على جزء من الطلاب الذين ما زالوا في مرحلة دراسة الواقع السياسي ولم يصلوا إلى مرحلة النضج الفكري، والشباب في هذه المرحلة العمرية يميل إلى انتقاد كل ما حوله ويرفض أية انتماءات جاهزة فهو يريد أن يشكل عالما خاصا به ويعتقد أن باستطاعته تكوين معتقدات جديدة خلافا لما هو سائد في المجتمع، لكني لا أوافق رؤيتك في أنه يسعى لإعادة قيم ومبادئ ما قبل الثورة.. أما بالنسبة للعلاقات مع العرب فلا شك أن هناك ضغوطا إعلامية تسعى لتعميق الفجوة بين إيران والعالم العربي ومعظم هذه الضغوط تكون إنتاجا غربيا هدفه الأساسي منع التقاء العرب مع إيران، وبالتأكيد فإن هذا يكون له تأثيره على الشباب الذين لم يتشكل إدراكهم السياسي.
وحين قلت له، لكني لمست كراهية شديدة للعرب، وليس مجرد فكر أو تكوين سياسي؟ جاءت إجابته: ربما ما لمسته إحساسا بالذات الإيرانية وهذا لا يعني انتقاصا من قدر الآخرين، فكل القوميات ستكون لدى أصحابها من أفضل القوميات بما في ذلك القومية العربية أو الصينية أو حتى الهندوسية وغير ذلك، لكن هذا لا يعتبر كرها في الغير وإنما تمييزا للذات.
وسألته، هل توجد أقلام إعلامية تغذي هذا الاتجاه؟ فقال: بعض الأقلام اليتيمة ومعظم هؤلاء الكتاب ينتمون إلى جيل ما قبل الثورة الإسلامية ويسعون إلى إعادة بعض أفكار العهد الماضي والتي من بينها أن العالم الغربي هو الأفيد لإيران حيث التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة غير المحدودة، وأتصور أن الذين يروجون لهذه الأفكار في العالم العربي أكثر من إيران.
قلت له، لكن الخطورة في إيران أنها لم تعد قاصرة على أروقة المفكرين بل انتقلت إلى أوساط الشباب والطلاب في الجامعات لتشكل نهجا اجتماعيا سيكون له مردودة السلبي في العلاقات الشعبية بين الدول؟، فقال: لكن ذلك لا يشكل رافدا فكريا ينمو مع معتقداتهم السياسية بل يأتي انطلاقا من قاعدة المعرضة لكل شيء من أجل استكشاف عالم جديد وخلق فضاءات خاصة بهم، وإحساس الشباب بالذات الإيرانية ليس نوعا من السامية بل هو مجرد تنامي شعور الولاء الوطني والرغبة في أن يحصلوا على وضعهم المناسب بين الدول والقوميات الأخرى، وربما يكون ذلك واحد من تداعيات العلاقات مع المجتمع الخارجي بعد الثورة الإسلامية خصوصا وأنها شهدت كثير من التوتر وسوء الفهم.





الاثنين، 20 أبريل 2015

مفاتيح شخصية عبد الصبور شاهين.. تعلموا كيفية تحصيل العلم

مع الدكتور عبد الصبور شاهين



القراءة الفوتوغرافية، تجعلك تحفظ كل ما تقع عليه عيناك وتطبعه في ذاكرتك فلا تنساه بمرور الأيام.. بهذه الطريقة أتم الدكتور عبد الصبور شاهين حفظه للقرآن الكريم  في سن مبكرة من العمر، كما حفظ الكثير من الشعر القديم والحديث.

مفتاح آخر من مفاتيح شخصية الدكتور عبد الصبور شاهين، وهو مفتاح الثقة بالنفس لكن تلك التي لا تصل إلى مرحلة الغرور كما يظهر في بعض الشخصيات المشوهة من البشر المحيط بنا.

والدكتور عبد الصبور شاهين واحد من قليلين تخرجوا من الأهر الشريف وهم بارعون في مواده الشرعية التي تدرس لهم وبارعون أيضا في اتقان عدد من اللغات اللاتينية حيث أصر على تعلم اللغة الفرنسية لسد ما اعتبره "نقصا" في المتخرجين من الأزهر الجامع والجامعة.

لكي تتعرفوا على مزيد من مفاتيح شخصية الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي وأستاذ الدراسات الإسلامية، تابعوا معنا هذه الدقائق التي يمكن أن تكون مرشدة لكثير من طلاب العلم الذين يبغون محاكاة من سبقوهم ونالوا أرفع الدرجات وأعلى الشهادات.


الأحد، 5 أبريل 2015

عائشة عبد الرحمن.. بنت الشاطئ.. تعرف عليها في دقائق


مع مصطفى الشكعة وسليم العوا وحوار عن بنت الشاطئ


الدكتورة عائشة عبد الرحمن، بنت الشاطئ، كما يعرفها معظم قراء العربية، لم يسعدني الحظ للقائها في حوار تليفزيوني لكني فزت بعمل حوار عنها مع محبيها ومتابعيها بعد وفاتها مباشرة عام 1998.
عائشة عبد الرحمن.. مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، وهي أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر وبالخصوص في جريدة الأهرام، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية.
أبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي.
كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار ؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمى إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتي ولدت بها، وقد كانت تكتب المقالات باسم مستعار حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام.
حصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية للأدب في مصر والتي حازت عليها عام 1978م، كما حصلت أيضا على جائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956 م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994م. كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.
توفيت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 عام في يوم الثلاثاء أول ديسمبر 1998.



الاثنين، 16 مارس 2015

المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.. 3 ملاحظات هامشية

المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ



شكرا لكل من يحاول مساعدة مصر في النهوض الاقتصادي، لكن عندي ثلاث ملاحظات على نتائج المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 13-15 مارس 2015:
الأولى.. هل الجهاز الإداري بالدولة المصرية مهيأ ومستعد لمواكبة هذا الزخم من الزحف الاستثماري أم أن العورات الإدارية ستتكشف عن أسوآ ما في مصر من بيروقراطية وفساد إداري؟.
الثانية.. معظم المشاريع المعلن عنها في ظاهرها أنها تهتم بالطبقة فوق المتوسطة، لكنها بالتأكيد تأخذ في اعتبارها أبناء للطبقة الكادحة!!، وكما قال أحد كبار المستثمرين (هؤلاء هم العمالة التي ستعمل في بناء هذه المشاريع)!!!.
الثالثة.. أغلب هذه المشاريع لن تؤتي ثمارها إلا بعد 3-5 سنوات على الأقل، فهل يصبر المصريون على أوضاعهم الحالية خصوصا مع تواتر الأنباء عن رفع تدريجي للدعم وارتفاع متزايد في الأسعار واستمرار الضغوط الاقتصادية على الطبقات الفقيرة أم أننا قريبا سنواجه ثورة الفقراء؟
 نحن فرحون فعلا بما حققه المؤتمر الاقتصادي من نجاح، لكن في الحقيقة أن مصر لن يبنيها إلا أبنائها.. والمثل الصيني يقول ( لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد) والدول العربية التي (تدفع) حاليا لن تستمر على هذا الوضع طويلا.