رغم أني لا أؤمن بنظرية المؤامرة لكني أحيانا اضطر إلى الاقتناع بما يقوله
القائلين بها. وفي حادث تدافع منى الذي وقع خلال تفويج الحجاج من المزدلفة
إلى منى هذا العام كثر اللغط حول مؤامرة إيرانية كانت تهدف إلى إفساد موسم
الحج واتخاذ ما يحدث ذريعة في حربها (القذرة) ضد المملكة العربية
السعودية.
الحقائق.. والتاريخ.. وانطباعات شخصية من رحلتي عمل للعاصمة الإيرانية طهران وما خرجت به من مقابلات مع المسئولين الإيرانيين.. كل ذلك يؤكد أن هناك مؤامرة نسجت خيوطها في عقول سوداء لكن شاء الله ألا تكتمل بل ويفضح القائمين عليها والمخططين لها.
الحقائق.. والتاريخ.. وانطباعات شخصية من رحلتي عمل للعاصمة الإيرانية طهران وما خرجت به من مقابلات مع المسئولين الإيرانيين.. كل ذلك يؤكد أن هناك مؤامرة نسجت خيوطها في عقول سوداء لكن شاء الله ألا تكتمل بل ويفضح القائمين عليها والمخططين لها.
روايات عدة تداولت عن شهود عيان قيل أنهم من موقع حادثة التدافع، الأولى عن السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس،وهي الرواية التي اعتمدها الدفاع المدني في بيانه الرسمي عن الحادث، ولكن جاءت رواية ثانية أخذت طريقها في الانتشار، وهي أن حادثة التدافع تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة.
وكانت معلومات مشابهة لهذه الأخبار أخذت طريقها في الانتشار عبر "قروبات" برامج الاتصالات "واتساب" و"تلجرام" و"فيبر"، واستغلت هذه الأخبار ردود الفعل الايرانية على الحادث والتي حملت السعودية مسؤولية الحادث، واتهمت السلطات السعودية بعدم الكفاءة في تنظيم الحج، في الوقت الذي التزمت فيه السعودية رسميا الصمت تجاه هذه الشائعات؟.
وقد اتهم الكاتب الحقوقي الجزائري أنور مالك الدولة الإيرانية بأنها السبب في حادث تدافع للحجاج في منى، مطالبا بالتفتيش عن إيران في كل حادث يطول السعودية، على حد قوله.
وعبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر"، كتب: "حج هذا العام جاء في ظروف استثنائية حيث إن #السعودية تخوض معركة كبرى مع #إيران، لذلك لن أستبعد أبدا وجود أصابع صفوية فيما حدث".
وأضاف مطالبا: "#فتشوا_عن_إيران في كل حادث يطال #السعودية سواء كان #تدافع_مشعر_منى أو عمليات إرهابية تطال الشيعة والسنة"، معللا: "لا يوجد أحقد من الملالي على آل سعود".
يدعم هذا الرأي ما ذكره مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران من أن قرابة 300 حاج إيراني "خالفوا تعليمات التفويج المحددة"، مما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بمشعر منى.
وقال المسؤول، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط "إن تفاصيل المخالفة بدأت عندما تحركت هذه المجموعة من مزدلفة صباح الخميس مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204."
وأضاف المسؤول، أن هذه المجموعة المكونة من نحو 300 حاج إيراني، لم تنتظر انتهاءها من رمي جمرة العقبة، وفق التعليمات التي تطالب بالانتظار في المخيم حتى الموعد المحدد، وقررت العودة في الاتجاه المعاكس، مما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية.
وأوضح أن "المجموعة توقفت قليلاً ولم تتحرك باتجاه آخر، مما ساعد في الضغط ودفع الحجاج للخروج من طريق لا يزيد عرضه على 20 مترا". كما أوضح المصدر، أن ما نتج لا يدخل ضمن عملية التدافع أو الازدحام، بل تحت ما يسمى بالارتداد العكسي، الذي تكون له نتائج سلبية كبيرة.
وإذا كانت الحقائق وما حدث على الأرض يؤكد تورط النظام الإيراني في هذه المؤامرة، فإن التاريخ أيضا يدعم هذا الاتجاه إذ غالبًا ما يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونه الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلاً عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن.
ملف إيران بمواسم الحج يعد بلا مبالغة ملفًا أسود، فمراسم "البراءة من المشركين" هو عند - قائد الثورة الإيرانية، الخمينى واجب تعبدي سياسى، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التى من دونه "لا يكون الحج صحيحًا".
وإذا شاء الإيرانيون فتحنا ملفهم بمواسم الحج والذي يعد بلا مبالغة ملفا أسودا، ففي موسم حج 1406 هـ، اكتشف مسؤولو أمن المطار في جدة كميات من المواد المتفجرة الخطيرة في حقائب حجاج إيران، تكفي لنسف مدينة مكة المكرمة بكاملها، ولكن الله سلم بيته وضيوفه.
وفي عام 1409 هـ قامت إيران بتفجير داخل حرم الله وعلى مقربة من المسجد الحرام عبر خلية إرهابية تابعة لها، وقتل في ذلك التفجير عدد كبير من الحجاج، ومكن الله تعالى الحكومة السعودية من القبض على أفراد الخلية في وقت قياسي، وأصدرت عليهم أحكام الإعدام بعدما اعترفوا بجريمتهم المروعة، وأقيم فيهم حكم الله، ودعتهم حينها إيران بالشهداء، وأطلقت عليهم أسم أولياء الله.
ولم يكتف الإيرانيون بما فعلوه، بل كرروا فعلتهم بعدها بعام، ففي حج 1410 هـ، قاموا هذه المرة بإطلاق غازات سامة على الحجاج في منطقة المعيصم، ومات آلاف الحجاج، ما جعل الملك فهد يرحمه الله تعالى يصدر قرار بمنع حجاج إيران من الحج، حتى سمح لهم بعد سبع سنوات، وقد تعهدوا بعدم إخلالهم الأمن، والالتزام بكل اشتراطات الحكومة السعودية.
التاريخ لا ينسى ما فعله أجداد الإيرانيين، فالقرامطة الذين تلبسوا الغدر للدخول لمكة في عام 317 هـ، وأطلقوا سيوفهم -بعد أن تمكنوا- في حجاج بيت الله الحرام وقتذاك، فقتلوا نحراً 30 ألف حاج، وردموا بئر زمزم بالجثث، وسرقوا الحجر اﻷسود ولم يعيدوه إلا بعد 22 عاما، ليأتي أحفادهم اليوم ويطالبون بالإشراف على الحج.
ومن الحقائق والتاريخ إلى الواقع الحالي هذا العام حيث جاء التهديد الأبرز على لسان محمد المقالح، المحسوب على جماعة الحوثي، حيث كتب المقالح في السابع من شهر أغسطس الماضي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلا، دقوا يا رجال الله قبل الموسم ليتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة!!.
لقد أصبحت إيران تمثل خطراً وجودياً على الأمتين العربية والإسلامية بأكملهما، فالنظام في إيران لم يترك بلداً عربياً ولا إسلامياً تقريباً في حاله، ونالت مؤامراته وخططه وفتنه كل البلدان العربية، تقريباً، وليس في العدوانية الإيرانية أية تكهنات أو شكوك، فقد برهنت إيران على عداوتها للأمة العربية في مناسبات كثيرة، وليس أقلها ما تفعله حاليا من محاولات تأسيس ميلشيات عربية وتدريبها وتزويدها بالسلاح والمتفجرات ونشرها في الوطن العربي.
بلا شك إذن هناك مؤامرة أمريكية إيرانية خبيثة؛ سنتحدث عنها تفصيلا في الأيام المقبلة؛ وكما قال الدكتور عبد الله النفيسي فإنه يخشى من اتمام هذه الصفقة على حساب الخليج العربي .ندعو الله أن يرد كيدهم وأن يحفظ ديارنا من مؤامراتهم الدنيئة.