السبت، 23 أكتوبر 2021

إكسبو 2020.. ماذا يحقق لإمارة دبي.. والإمارات؟

 


إكسبو 2020 المقام حاليا في دبي، هل فكرت لحظة ما الذي يحققه هذا الحدث الضخم لإمارة دبي؟ بالتأكيد أي فعالية أو حدث بهذا الحجم يحقق الكثير من المنافع وتصاحبه أيضا بعض المخاطر.

اكسبو، هو الحدث الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ويعتبر ثالث أهم حدث بعد كل من بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية من حيث الصدى الاقتصادي.

وهو معرض دولي يقام كل 5 سنوات في بلدان مُختلفة حول العالم ويستمر المعرض لمدة 6 أشهر، يجذب خلالها ملايين الزوار بهدف التعرف على الأجنحة والفعاليات المقامة داخل المعرض، والتي يتم تنظيمها من قبل ملايين المشاركين، الذين يتواجد بينهم الشركات والحكومات والمنظمات الدولية.

ويأتي هذا الحدث في وقت تحاول فيه الإمارات التعافي من واحدة من أسوأ حالات الركود لديها منذ خمسة عقود، إذ انكمش الاقتصاد، في العام الماضي، بنسبة 6.6٪ حتى مع إعلان الحكومة سلسلة من الإصلاحات لجذب الاستثمارات، وقد بدأت بعض هذه الخطوات تثمر مع قيام صندوق النقد الدولي برفع توقعات النمو لدولة الإمارات إلى 3.1٪ لعام 2021.

وتتركز المنافع الاقتصادية غير المباشرة من تنظيم إكسبو في تنشيط قطاعات الإنشاءات والعقارات على النحو التالي:

  1. تعزيز اقتصاد إمارة دبي والدولة بوجه عام إذ يعتمد نموذجها الاقتصادي بشكل كبير على القطاعات التي يحركها الإنفاق الاستهلاكي، مثل الضيافة وتجارة التجزئة الفاخرة والسفر.. ومن المتوقع أن يعزز المعرض اقتصاد دبي بمقدار 33 مليار دولار.
  2. يرفع المعرض قيمة التجارة غير النفطية إلى 4.5 تريليونات درهم خاصة في قطاعي الطيران والضيافة
  3. تحسين خدمات المواصلات والبنية التحتية، وزيادة فرص الحداثة والرفاهية عن طريق المبادرات والمشاريع المختلفة التي من شأنها أن تضع دبي على الخارطة العالمية كإحدى المدن الذكية.
  4. تنشيط سوق العقارات والذي شهد زيادة ملحوظة منذ البدء للاستعداد لهذا الحدث، كما لوحظ طلبا غير مسبوق على المساحات المكتبية والتجارية للاستفادة من الازدهار التجاري والاقتصادي.
  5. تعزيز القطاع السياحي، وتنشيط ونمو قطاع الطيران والضيافة، والفنادق، والخدمات اللوجستية، والاتصالات.
  6. اكتساب خبرة كبيرة في قطاع تنظيم المعارض ووضع مدينة دبي على خارطة المعارض الدولية، وهو ما يحقق فوائد جمة على المدى القصير والآجل.
  7. تحقيق فرص قوية لشركات التأمين وهو ما يعزز من نشاط وأداء الاقتصاد الوطني أيضا.
  8. يعتبر إكسبو 2020 منصة لتنمية التفكير الإبداعي والاستدامة وتعزيز مهارات الشباب واستقطاب المبدعين من حول العالم وتعزيز الشراكات الدولية.
  9. استقطاب وتوطين التكنولوجيا، وتصدير أنماط جديدة منها.

ورغم كل هذه الفوائد التي حاولنا إيجازها في نقاط، لكن هناك بعض المخاطر التي تصاحب معرض إكسبو 2020، فمن الواضح حتى الآن أنه كانت هناك مغالاة في توقعات حجم الزوار مما قد ينشأ عنه مخاطر في التكلفة.

ومثال ذلك ما حدث في معرض هانوفر بألمانيا عام 2000 حيث تسبب انخفاض عدد الزائرين في حدوث خسائر مالية أثرت بالسلب على الاقتصاد الألماني.

أيضا يجب ملاحظة أن معرض إكسبو شنغهاي والذي حقق 73 مليون زائر تقريبا كان من بينهم 69 مليون زائر من داخل الصين بينما لم يتعد عدد الزوار من الخارج 5% فقط.

أما عن إكسبو 2020 فقبل أن يجبر الوباء دبي على تأجيل الحدث، توقع المنظمون 25 مليون زيارة خلال المعرض الدولي الذي يستمر ستة أشهر حيث بدأ من 1 أكتوبر/ تشرين الأول وسوف يستمر إلى 31 مارس/ آذار 2022.

ومع ذلك، وعلى الرغم من القيود المفروضة على السفر، وعمليات الإغلاق الأخيرة في بعض أجزاء أوروبا، ما زال المسئولون متمسكون بهدفهم الذي كان قبل الجائحة.

وبالتأكيد هذه توقعات متفائلة تخص حدثا يعتمد على السياحة، في وقت خفضت فيه معظم الدول السفر الدولي، لكن المؤتمرات الشخصية والمعارض التجارية المختلفة التي عُقدت في المدينة على مدار الأشهر القليلة الماضية جعلت المنظمين أكثر تفاؤلاً، بل ويؤكدون أن 70 % من إجمال الزوار سيأتون من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقول المنظمون إنهم "سعداء" بمبيعات التذاكر حتى الآن.

لكن معظم المحللين يعتقدون أنهم سيكافحون لتحقيق هذا الهدف بسبب القيود المستمرة على السفر العالمي، ويقول سكوت ليفرمور، كبير الاقتصاديين المتخصصين في منطقة الشرق الأوسط في "أكسفورد إيكونوميكس" أنه حتى لو كان الحدث ناجحا جزئيا ولم يصل عدد الزوار إلى هذا الرقم، فإنه من المؤكد أن إكسبو 2020 سوف ينعش اقتصاد إمارة دبي ويعيده إلى مستويات ما قبل الوباء.